محمد سعد
تأخذ كرة القدم حجمًا غير هين من حياة عشاقها، جمهور الأهلي تغنى بجملة «يوم ما أبطل أشجع هكون ميت أكيد»، حتى تحولت الأغنية لحقيقة صادمة ومرة، تلك اللعبة تسير في دم المليارات حول العالم، يفضلونها عن الطعام والشراب وكل المسؤوليات، لم يتخيلو أبدًا أنها قد تفتك بحياتهم، مشجع النادي الأهلي محمد سعد، الذي جلس بإحدى المقاهي أمام التيلفزيون، منتظرًا صفارة الحكم ليبدأ لقاء الأهلي والرجاء، في إياب دور الثمانية من دوري أبطال إفريقيا، متحمسًا وأعصابه مشدودة والدم يسير في رأسه.
بدأت المباراة و«محمد»، عينه لا تفارق الشاشة لحظة، الانفعال الأول كان عند تسجيل الرجاء لهدف في بداية المباراة، والثاني عند ركلة الجزاء التي أهدرها علي معلول لاعب الأهلي، ولكن انتهى الشوط الأول بتعادل الفريقين، بعد هدف مدافع الفريق محمد عبد المنعم، وفي الفصل الثاني كان الفريق الأحمر، قد أخذ كل ما يريده من المباراة، وتوالت فرص الرجاء البيضاوي واحدة تلو الأخرى، والتوتر والعصبية تزيد على وجه الشاب صاحب الـ 33 عامًا، حتى قتلته إحدى الفرص في الدقيقة 93، حين نزلت رقبته على جانبها، معلنًا وفاته نتيجة إثر تعرضه لسكتة قلبية، من الانفعالات التي حدثت طوال اليوم.
إبراهيم جودة، أحد الحاضرين للواقعة التي كانت بقرية كوم ديميس التابعة لمركز مطوبس بمحافظة كفر الشيخ، وصديق «محمد»، يروي لـ «الوطن»، تفاصيل اليوم الكامل للشاب المتوفى، موضحًا أنه قبل نهاية المباراة بربع ساعة تقريبًا، بدأت انفعالاته تهدأ تمامًا، طالبًا كوب ماء ليروي صدره، وأخذ يلفظ أنفاسه الأخيرة بهدوء، والجميع يراقبون ما يحدث في المباراة: «كنا قاعدين بنتفرج على الماتش، وهو من البداية كان منفعل جدًا، لحد الدقيقة 75، بدأ يهدأ لوحده وطلب كوباية مايه من واحد جنبه، وبعد كده ميل على رقبته في الدقيقة 3 من الوقت بدل الضائع، ولكنا اتخضينا من اللي حصل».
حالة صدمة ورعب انتبابت الموجودة بالمقهى، الذي أسرعوا بالذهاب إلى مستشفى مطوبس العام، ووصل متوفيًا إثر السكتة القلبية، وكما يقول البعض، أن الميت يشعر قبل وفاته بأجله، فإن «محمد» أخرج زكاته وفي يوم الحادثة، أصر على زيارة مريض بقرية مجاورة له، بحسب حديث «إبراهيم»: «محمد راجل صياد عارف ربنا وعنده 3 أولاد، كلنا زعلانين عليه، والغريب إن اليوم ده بالذات أصر إن يزور المريض، وماكنش هيتفرج على الماتش، بس رجع تاني وقال ده الأهلي ياعم لازم أشوفه».
تعليقات الفيسبوك