شارع الحكايات.. «الخيامية» تاريخ مهنة رفض المصريون التخلي عنها منذ العصر الفاطمي
شارع «الخيامية» يحمل تراث مصر فى صناعة النسيج
عالم سحري يبهر الزائر بألوانه الزاهية التي تجعله يحبس أنفاسه من شدة الانبهار، فالمنتجات اليدوية من كل شكل ولون، معلقة على أبواب المحال كأنها تصنع معرضا فنيا، آية في الجمال والحسن، هو شارع الخيامية الذي يبدو كصفحة هاربة من قصص ألف وليلة، بأولئك «الصنايعية» الجالسين غير مشغولين بشيء سوى الإبداع في مشغولاتهم المتنوعة التي تبدأ من أصغر شيء هو «حزام» حقيبة جلدية وتصل أحيانا إلى كليم ضخم من الصوف.
المدخل آثار إسلامية تعود إلى العصر الفاطمي
يقع شارع الخيامية في منطقة مصر القديمة، التي تشتهر بالآثار الإسلامية والمعمار الفني المميز، فقبل أن يدخل الزائر للشارع سيجد على يساره مسجد الصالح طلائع ببوابته المميزة، ومساحته التى تتخطي الـ1500 متر، والذي تم بناؤه عام 1160 ميلاديا، وتم تسميته على اسم الوزير الصالح طلائع بن رزيك الذي كان وزيراً في عصر الخليفة الفاطمي الفائز ثم في عصر الخليفة العاضد.
وعلى يمين الزائر تبدو تلك البيوت القديمة بمشربياتها المزخرفة التي تبدو كأنها تفتح نافذة للمرء على التاريخ، أما الجهة المقابلة فهي باب زويلة من أبواب القاهرة التاريخية.
ويتميز شارع الخيامية بأنه من الشوارع المسقوفة، وكان قديما بالتحديد في فترة الحكم الإسلامي سوق مشهورة بجميع بصناعة الخيامية وهي مشتقة من كلمة خيام التي كانت تستخدم في كسوة الكعبة، ومن هنا كان اسم الشارع يقول «عصام علي» 45 عاما، من الباعة لمتخصّص في النسج والرسم بالخيوط على الأقمشة لـ«الوطن»: «قديما كانت مهنة صناعة الخيامية مؤثرة لأنها كانت تزيين كل ما يخص الأقمشة، سواء كانت مستخدمة في المفروشات أو السجاد أو كسوة الأثاث أو حتى الإكسسوارات، ولكن الأمر صار مهما فقط عند الأشخاص الذين يقدرون الفن ويعرفون قيمته وخصوصا الفن الإسلامي وزخارفه المميزة».
عصام: أحب مهنة الخيامية وورثتها أبا عن جد
يعمل «عصام» في مهنة الخيامية من حيث النسج على الأقمشة منذ صغره، فقد ورث المهنة أبا عن جد، وعلى الرغم من تأثر المهنة بالظروف الاقتصادية والعالمية وكان أبرزها انتشار فيروس كورونا، إلا أنه رفض التخلي عن المهنة، معتبرا أنها أرث يجب الحفاظ عليه حتى آخر نفس في حياته: «إلى جانب أنها حرفة تعملتها من والدي، فهى أيضا فن، والفنان بطبعه صعب أن يتخلى عن شغفه، وأنا أحاول الترويج لعملي حتى لو كان أونلاين، لأن الكثير من الناس صاروا يعتمدون على الإنترنت في الشراء، وأنا أحب فكرة أن أرى علامات الإعجاب والإبهار في عين الزبون، وكلمة الله التي أسمعها من فمه عندما يشترى أي منتج من منتجاتي».