علي جمعة يكشف سر الحقيقة المحمدية.. «تجعلك تشعر بالفرح والطمأنينة»
الدكتور علي جمعة
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية الأسبق، عضو هيئة كبار علماء الأزهر، إن كثيرا من دلائل الحب التي جرت في أيام النبي سواء بينه وبين زوجاته، أو بينه وبين أبنائه أو بينه وبين أصحابه أو بين أصحابه بعضهم مع بعض؛ يصعب على كثير منا في هذا العصر تفسيرها أو تأويلها، ووصل الأمر بالكثيرين إلى إنكارها.
قيم الحب الأصيلة
وتابع علي جمعة، في منشور عبر حسابه الرسمي على منصة التواصل الاجتماعي «فيس بوك»: «وذلك لأننا صرنا نعيش في عصر انتزعت منه قيم الحب الأصيلة التي كانت تحكم أحداث عصر النبوة، ولن نستطيع أبدا أن نستوعب مثل هذه الحوادث والدلائل إلا إذا لبسنا نظارة الحب حتى نرى ونتذوق ونستمتع، حينئذ فقط يمكن فهم الأسباب والدوافع والحالة الشعورية والوجدانية التي عاشها الإنسان في هذا المكان وفي هذا الزمان، نعم كان الصحابة يعيشون حالة حب دائمة، وكان سيدنا رسول الله طاقة حب ورحمة وحنان ورأفة ورقة تسري روحها في كل شيء حتى الجماد».
مدح النبي
وأوضح مفتي الديار المصرية الأسبق، أن الإمام البوصيري مدح رسول الله، قائلا:
فَإِنَّ فَضْلَ رَسُولِ اللهِ لَيْسَ لَهُ * حَدٌّ فَيُعْرِبُ عَنْهُ نَاطِقٌ بِفَمِ
وَكَيْفَ يُدْرِكُ فِي الدُّنْيَا حَقِيقَتَهُ * قَوْمٌ نِيَامٌ تَسَلَّوْ عَنْهُ بِالْحُلُمِ
الحقيقة المحمدية
وأكد جمعة، أن البيتين السابقين يشتملان على حقائق عدة؛ منها:
1 – سيدنا رسول الله شخص عظيم له حقيقة يغفل عنها كثير من المؤمنين به.
2 - هذه الحقيقة وإن كانت ظاهرة للعيان ولكن ينكرها قساة القلوب ذوي البصائر الصدئة، ويصدق فيهم قول الشاعر:
قَدْ تُنْكِرُ الْعَيْنُ ضَوْءَ الشَّمْسِ مِنْ رَمَدٍ * وَيُنْكِرُ الفَمُّ طَعْمَ المَاءِ مِنْ سِقَمِ
3 - الإنسان إذا قارب الاطلاع على حقيقة رسول الله ولو بصورة جزئية فإنه ينبهر بنورها، ويعشق جمالها، ويهاب جلالها، ويذوب في حبها، ويعيش فيها وتعيش فيه.
4 - الحقيقة أن معرفتنا بحقيقة رسول الله ليست محيطة أو شاملة بل جزئية، يعرف الإنسان بعضها ويجهل بعضها، ثم تزداد المعرفة وتكتمل في حياته حسب فتوح الله عليه، ويزيد مع المعرفة الحب والشوق.
5 - الفتوح الإلهية بالمعرفة للحقيقة النبوية ليست بمحض التمني والصدفة بل مرتبطة بالهمة العالية والعمل والاجتهاد في سبيل تحصيل هذه المعرفة.
6 - الحقيقة المحمدية موجودة في القرآن الكريم، وكان النبي قرآنا يمشي على الأرض، وخلقه القرآن، حيث قال الله تعالى عنه: «وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ»، والأخلاق موجودة في سنة رسول الله في أقواله وأفعاله وسيرته ومواقفه وعلاقاته.
7 - حقيقة سيدنا محمد نراها في الكون الذي يدل على الله ويرشد الخلق على وجوده وعظمته، ويهدينا إلى الإيمان به وحبه.
8 - الحقيقة المحمدية إذا عرفتها ودخلت قلبك لن تخرج منه أبدا، ويشعر من فُتِحَ له ولو بشيء بسيط منها بالفرح والفرج والزيادة والطمأنينة، وهذه المعرفة يؤتيها الله لمن يشاء، وهي الحكمة التي قال عنها الله تعالى: «يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ».