فى الفترة من 5 إلى 7 من يونيو الحالى، عقدت المنظمة العربية للتنمية الإدارية التابعة لجامعة الدول العربية المؤتمر العربى الثانى للرياضة والقانون. وكان موضوع الجلسة الرئيسة لهذا المؤتمر عن «صناعة الرياضة والاستثمار الرياضى فى الدول العربية». وبناء على دعوة كريمة من الصديق العزيز الأستاذ الدكتور عادل السن، المستشار القانونى للمنظمة، والمنسق العام للمؤتمر، كان من المقرر أن أقوم بإدارة الحوار فى الجلسة الرئيسة، فضلاً عن الحديث فى الجلسة الأولى المخصصة لموضوع «القواعد الحاكمة لعقود اللاعبين وانتقالاتهم والوكالة عنهم»، ولكن شاء القدر ألا أتمكن من المشاركة فى المؤتمر، نظراً لظروف خارجة عن الإرادة. وقد شاءت المصادفة البحتة أن يتزامن انعقاد هذا المؤتمر مع العديد من الوقائع التى حدثت على الصعيد الوطنى والعربى والعالمى، فيما يتعلق بصناعة الرياضة، وتحديداً ملكية الأندية الرياضية. فعلى الصعيد الوطنى، ووفقاً للبيان الصادر عن وزارة قطاع الأعمال العام، يوم الثلاثاء الموافق السابع من يونيو الحالى، أعلنت الوزارة عن قرارها بفتح باب الاكتتاب العام فى أسهم شركة غزل المحلة لكرة القدم، وذلك اعتباراً من 12 يونيو وحتى بداية شهر يوليو القادم. وبذلك، تكون شركة غزل المحلة أول شركة كرة قدم تُطرح فى البورصة المصرية، حيث تتولى شركة برايم كابيتال ترويج وتغطية الاكتتاب، على أن يتم قيدها بعد إتمام الاكتتاب العام فى الأسهم المطروحة. والمأمول هو أن تتم تغطية كامل الأسهم المطروحة خلال المدة المحددة، حيث تظهر خطة العمل تدفقاً نقدياً صحياً للشركة ومتوسط عائد متوقعاً يصل إلى 21.5%، وذلك بالنظر إلى أن العامل الرئيسى الذى يؤثر على سعر السهم هو الأداء المالى الناجح المتوقع لشركة غزل المحلة لكرة القدم، بحسب بيان وزارة قطاع الأعمال. ويمثل الاكتتاب العام زيادة رأس مال الشركة بمبلغ 98 مليون جنيه، ليصبح رأس المال 200 مليون جنيه بعد الزيادة. والحد الأدنى للاكتتاب هو ألف سهم، والحد الأقصى له مليونا سهم. ويمكن للمستثمرين من الأشخاص الطبيعية والاعتبارية الاكتتاب فى الأسهم عن طريق تقديم طلبات الاكتتاب من خلال جميع شركات السمسرة بواسطة تسجيل أمر الشراء الخاص بالعميل والمسدد لنسبة 100% من قيمة الأمر، وهو 1.02 جنيه للسهم الواحد. ويتم الاكتتاب من خلال نظام الصفقات الخاص بالبورصة المصرية (OPR)، وستقوم البورصة وشركة مصر للمقاصة بعد انتهاء فترة الاكتتاب بمطابقة الطلبات المسجلة من قبَل جميع شركات السمسرة مع الأموال المحصلة فى حسابات تلقى الاكتتاب الخاص بشركات السمسرة. وجدير بالذكر أنه قد تم الانتهاء من تأسيس شركة غزل المحلة لكرة القدم فى شهر يناير 2021م، لتكون أول شركة مساهمة مصرية متخصصة فى نشاط كرة القدم، بعد فصل نشاط الكرة بنادى غزل المحلة، التابع لشركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة الكبرى، فى كيان مستقل يحمل اسم «شركة غزل المحلة لكرة القدم». ويتكون رأس مال الشركة من حصة عينية لشركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة، مقدارها 65 مليون جنيه، مقابل حق الانتفاع بالاسم والاستاد لمدة عشرين سنة. وتمت زيادة رأس المال بمقدار 37 مليون جنيه، مدفوعة بواسطة مستثمرين ومؤسسات مصرية وخليجية، فى اكتتاب خاص، ليصبح رأس المال المدفوع 102 مليون جنيه، قبل طرح الزيادة بمبلغ 98 مليون جنيه للاكتتاب العام. وعلى الصعيد العربى، وتحديداً فى دولة الإمارات العربية المتحدة، وفى الثامن من مايو الماضى، وخلال حديثه لإذاعة «نور دبى»، كشف الشيخ راشد بن حميد النعيمى، رئيس اتحاد الكرة، النقاب عن تحوّل عدد من الأندية الكبرى بالإمارات إلى الخصخصة، خلال الفترة القادمة، بتحويلها إلى ملكية خاصة، وفق آلية محددة، ولوائح منظمة. وتهدف الخصخصة لتوسيع الملكية الخاصة، ومنح القطاع الخاص دوراً متزايداً فى الاقتصاد الرياضى، من خلال تحويل ملكية الأندية الرياضية إلى القطاع الخاص، بما يقود إلى أن تكون إدارة وإنشاء المشروعات الرياضية بالشكل الذى يضمن تحقيق طفرة إدارية ومالية فى إدارة المشروعات الرياضية.
وعلى الصعيد العالمى، وفى يوم الجمعة الموافق 17 يونيو الحالى، وعبر موقعه الرسمى، كشف نادى برشلونة عن موافقة الجمعية العمومية للنادى على بيع 49.9% من أسهم شركة التسويق «BLM»، التابعة لأصول النادى، بالإضافة إلى بيع 25% من حقوق البث التليفزيونى. وأشار النادى الكتالونى إلى موافقة 568 عضواً على عملية البيع خلال عملية التصويت التى أجريت مساء يوم الخميس، فيما لم يوافق 65 عضواً. وخلال الجمعية العمومية قال خوان لابورتا، رئيس النادى: «طالما أننى رئيس نادى برشلونة، فسيظل برشلونة مملوكاً دائماً لأعضائه، النادى لا يزال كياناً حيوياً للغاية، ولديه قدرة كبيرة على جذب رأس المال، الذى لم يفقد استقلاليته فى نموذج الحوكمة أو نموذج الملكية». واستطرد رئيس النادى، قائلاً: «لقد وصلنا لتنظيف اقتصاد برشلونة فى أقصر وقت ممكن دون تعريض مستقبل النادى للخطر.. ولن تتمكن كل أموال منافسينا من شراء برشلونة وجوهرنا وتاريخنا وطريقتنا فى فهم الرياضة والمجتمع والبلد». ولعل من حسن الحظ أن تأتى التطورات سالفة الذكر متزامنة مع صدور «وثيقة سياسة ملكية الدولة»، التى صدرت فى شهر يونيو الحالى، بناء على توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، وذلك بهدف التوجه نحو المزيد من تمكين القطاع الخاص. كذلك، تأتى هذه التطورات فى ظل تراجع مستوى أداء الأندية الشعبية، لا سيما النادى الإسماعيلى الذى يعانى فى السنوات الأخيرة، وغدا من أندية المؤخرة فى الدورى الممتاز. ونعتقد أنه لم يعد ممكناً استمرار الدولة فى دعم الأندية الرياضية، ومن ثم يكون الحل المناسب لها هو خصخصتها من خلال طرحها فى البورصة.