أكدت وكالة الأنباء الصينية «شينخوا»، تسجيل إصابة بالطاعون الدبلي، المعروف بـ«الموت الأسود»، في مدينة ينتشوان بمنطقة نينجشيا هوى، ذاتية الحكم شمال غرب الصين.
ويعد الطاعون الدبلي من أكثر الأوبئة فتكا في التاريخ البشري، فهو الموت الأسود الذي أودى بحياة حوالي 50 مليون شخص في أفريقيا وآسيا وأوروبا بالقرن الرابع عشر.
طرق انتقال الموت الأسود بين البشر
ويقول الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة لـ«الوطن»، إنّ الموت الأسود هو عدوى بكتيرية حادة «يرسينيا طاعونية» ينتقل إلى البشر من خلال لدغات البراغيث التي تغذت من قبل على القوارض الحاملة للبكتيريا؛ إذ يعيش في القوارض الصغيرة المنتشرة بشكل أكثر شيوعًا في المناطق الريفية، وشبه القبلية بأفريقيا وآسيا، والولايات المتحدة الأمريكية مثل «الجرذان، الفئران، السناجب، الأرانب».
كما يمكن أن ينتقل «الموت الأسود» بحسب الدكتور مجدي بدران من خلال التعامل المباشر مع أنسجة جسم الشخص أو الحيوان المصاب ببكتيريا الطاعون، أو عن طريق استنشاق الرذاذ التنفسي الصادر من شخص أو حيوان مصاب بالمرض.
وأشار «بدران» إلى أنّ الجثث يمكن أن تكون سببًا في نشر الطاعون، إذ قد تتسبب جثة شخص أصيب بالطاعون في نشر العدوى للمخالطين خلال إعداد الجثمان للدفن؛ لأنّ البكتيريا تكون موجودة في سوائل جسم الميت.
عوامل تزيد من احتمالات الإصابة بـ«الموت الأسود»
ونوه عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، إلى أنّ خطر الإصابة بـ«الموت الأسود» يمكن أن يزداد حسب الآتي:
1. الموقع الجغرافي: مثل الأماكن التي تتميز بسوء خدمات الصرف الصحي، وانتشار القوارض.
2. السفر إلى أماكن موبوءة.
3. المهنة، خاصة العاملون في الطب البيطري.
4. الهوايات: مثل عاشقي الصيد، والتنزه وإقامة المعسكرات.
ولفت الدكتور مجدي بدران، إلى أنّ الطاعون ينقسم حسب الجزء المصاب بالجسم إلى 3 أنواع رئيسية، هي «دبلي، وإنتاني دموي، ورئوي»، مؤكدا أن الطاعون الدبلي يعد أكثرها شيوعًا؛ إذ يسبب التهاب في العقد الليمفاوية، ويحدث عادة في الأسبوع الأول بعد الإصابة، وقد يصيب العقد الليمفاوية الأربية أو الإبط أو الرقبة، وتصبح الغدد في حجم بيضة الدجاج تقريبًا، وقد يسبب ألمًا عند اللمس، وتصبح العقد صلبة الملمس، وتتمثل الأعراض في الآتي:
- حمى.
- قشعريرة.
- تعب شديد وصداع.
- آلام العضلات.
- اضطرابات هضمية مثل: الغثيان، والقيء والإسهال، وألم البطن.
مضاعفات مرض الموت الأسود
وأوضح «بدران» أنّ الطاعون الرئوي يتطوَّر بشكل سريع، وقد يسبب الآتي:
1. فشل الجهاز التنفسي: قد يتطور الطاعون الدبلي في بعض الأحيان ليتحول الى طاعون رئوي عندما تصل البكتيريا إلى الرئتين.
2. صدمة خلال يومين من بدء العدوى.
3. الوفاة: معدل الوفاة مرتفع في حالة عدم العلاج .
فيما يتراوح معدل إماتة الطاعون الدبلي بين 30% و60%، في حين يكون الشكل الرئوي مميتًا في حالة غياب العلاج، وينجو معظم الأشخاص ممن يتلقون العلاج بالمضادات الحيوية على الفور من الطاعون الدبلي.
4. الغرغرينا: يمكن أن تعوق الجلطات الدموية التي تصيب الأوعية الدموية الصغيرة تدفق الدم في أصابع اليدين والقدمين، وتتسبب في موت الأنسجة وبتر الأصابع.
5. التهاب السحايا.
طرق الوقاية من الموت الأسود
1. لا يوجد لقاح فعّال متاح.
2. يمكن أن تساعد المضادات الحيوية على منع العدوى.
3. حماية المنزل بمصايد للقوارض.
4. التخلص من الأعشاش وخشب الوقود والحطب.
5. عدم ترك طعام الحيوانات الأليفة في مناطق يمكن للقوارض الوصول إليها بسهولة.
6. ضرورة حماية الحيوانات الأليفة من البراغيث.
7. ارتداء القفازات عند التعامل مع حيوانات محتملة الإصابة لمنع التلامس بين الجلد والبكتيريا الضارة، وعدم ملامسة الحيوانات النافقة.
8. ضرورة استخدام طارد للحشرات.
9. الكمامة ضرورية في الأماكن التي يتواجد بها الطاعون لكن ينبغي التخلص منها بشكل سليم، حتى لا تصبح هي نفسها مصدرًا للعدوى، وتساعد الكمامات على الحد من انتشار الطاعون الرئوي.
10. التباعد الجسدي وتجنب المخالطة عن أقل من مترين مع أي شخص مصاب بالسعال، والتقليل من فترة التواجد في المناطق المزدحمة.
تعليقات الفيسبوك