عجوز تبكي أمام محكمة الأسرة: «طلقني غيابي بعد 40 سنة وعيالي رموني في الشارع»
محكمة الأسرة.. صورة أرشيفية
على سلم محكمة الأسرة، جلست مسنة ترثى حالها، وتتمتم بكلمات تُبكي الحجر، وتستند برأسها المثقل بالهموم، وهي في حالة الترقب للحظة مثولها أمام القاضي لتحكي له عن جحود أولادها الـ5، الذين ورثوا القساوة من والدهم الذي تخلي عنها بعد 40 عامًا من زواجهما التقليدي، الذي حاربت وأضاعت عمرها من أجل اسقراره، لكن كان المكافأة طلاقها غيابيا، من أجل حرمانها من ميراثها، وفقا لحديثها مع «الوطن».
اللجوء لمحكمة الأسرة بعد تخلي أولادها عنها
«اللي واجعني ولادي واللي عملوه معايا وأنا في العمر ده"، بهذه الكلمات بدأت السيدة الستينية سرد حكاياتها التي جعلتها تشعر بالعجز وقلة الحيلة، بعد أن تخلي عنها أولادها في محنتها، موضحة أنها «تعرفت على زوجي قبل 45 عاما، وبعد بلغوها سن الـ16 تقدم لوالدها وتمموا خطبتهما، وهي لا تفهم شيئا، وبعد 4 سنوات انتهى من تجهيز الشقة بمنزل عائلته، وتزوجا وسط أجواء عائلية، وبعد الزواج مباشرةً أصبحت خادمة لمنزل عائلته وأشقائه الـ6».
وبعد عام أنجبت طفلها الأول، بعد عناء طوال فترة حمله، من معاملة أهله الذين لم يراعوا حملها حتى بعد تحذير الطبيب من حركتها، وأعتقدت أن بعد رؤية حفيدهم الأول ستتغير معاملتهم معها، لكن لم يتغير شيء، وفي أول 10 سنوات أنجبت منه 5 أولاد، جميعهم تخرجوا وتوظفوا في وظائف مرموقة، وتزوجوا وأنجبوا لها 12 حفيدا، وكانت تعيش في سعادة عارمة كلما رأت أي منهم سعيد في حياته، وأفنت حياتها من أجلهم، وكرثت حياتها لخدمتهم والدهم، بحسب حديثها.
الميراث وراء طلاقها
وبصوت يتخلله الندم على ما جنته من أولادها، تابعت حديثها: «بعد العمر ده اتفاجئت إنه طلقني غيابي، ولما انهارت علشان أعرف السبب، ملقتش حد من ولادي وقف في صفي، وبعدها عرفت إنه طلقني علشان يحرمني من حقي في الميراث، ولما سألته مكنش عنده إجابة، ولما سيبت البيت فضلت 6 شهور اتنقل بين بيوت عيالي، لكن كل واحد رماني على التاني بحجة إنهم مشغولين، وفي الآخر محدش استحملني، وخلوني روحت أعيش عند أختي ومهتموش أنا عايشة أزاي».
دعوى نفقة
وأنهت العجوز حديثها بأنه تشعر بالثقل على شقيقتها؛ إذ أن معاشها من زوجها لا يكفي حاجتها، فقررت أن تلجأ لمحكمة الأسرة لتطلب دعوى نفقة حملت رقم 100، وأرفقت بها مستندات تفيد بيُسر حاله وأملاكه التي ساعدته للحصول عليها.