ما هو الإرث الحقيقي؟ أموال أو أو عمارات وبيوت أو كنوز، تلك هي الأشياء التي يسعى الكثيرون لتحقيقها طوال فترة شبابهم، وبنسبة ضئيلة، تجد شخصًا يفكر عكس الآخرين، مثل رجل عاش عمره وحياته للعلم، يجمع أمولاً ليشتري بها الكتب، بعضها يرجع عمرها لأكثر من 100 عامًا، وظل طوال حياته يجمعها كتابًا مع الآخر، في كل أسبوع يشتري عدة كتب، ويضعها في غرفة امتلأت جميع الأماكن فيها بالكتب، التاريخية والدينية والثقافية، عددها حوالي 15 ألف كتابًا.
في قرية الكمال بمحافظة الدقهلية، يوجد غرفة ببيت يملكه حمد الله أبو دوح، رجل مسن عمره 82 عامًا، تلك الغرفة يقصدها الباحثون والدارسون والمقبلون على تحضير رسائل الدكتوراه، من أجل البحث عن المعلومات داخل غرفة العلم الموجودة ببيت الرجل الثمانيني، الذي عاش عمره كله جمع إرثًا حقيقيًا، تزيد قيمته مع مرور الزمن كأنه «ذهب».
كنز في منزل بالدقهلية
التراب يغطي الكتب القديمة المرصوصة فوق بعضها، ويحظر دخولها إلا من صاحبها «حمد الله»، الذي يمتلك كنزًا داخل عقله، واحتفظ به عشرات السنين، بحسب حديث محمود حمد الله لـ«الوطن»، مضيفًا: «أبويا مدرس أزهري على المعاش، وقضى حياته كلها في العلم، ضيع كل فلوس على الكتب، لحد ما بقى عندنا أوضة كلها مراجع، اللي عاوزين يحضروا دكتوراه بيدوروا على المعلومات في الغرفة دي، هو أفنى حياته كلها في العلم».
ميراث «حمد الله» الحقيقي
يروي «محمود»، أن والده يحظر على الجميع من دخول الغرفة، إذ يعتبرها حياته التي أفنى بها شبابه، مؤكدًا أن المكتبة بها بعض نسخ الجرائد الأجنبية، فهو يتذكر منذ بضع سنوات، عندما كان يرسله لشرائها أسبوعيًا: «الكتب دي هي الميراث الحقيقي لأبويا، ووصى إنهم يتوزعوا للمكتبات بعد كده عشان الكل يستفيد منها».
تعليقات الفيسبوك