لم يهزمه اليأس أو الحزن بعد بتر ذراعيه الاثنين، اتخذ قرارا بعدم الاستسلام، ليعيش حياة طبيعية يتمكن خلالها من العمل والزواج والإنجاب، رُغما عن الواقعة التي كادت تودي بحياته منذ 26 عاما، ليثبت بذلك أن الرحلة نحو النجاح تبدأ بقرار، وأن الإرادة هي السلاح الأمثل للوصول للهدف.
بتر ذراعي «محمد» منذ 26 عاما
تعرض محمد زكريا محمد سالم، 46 سنة، من قرية دلهمو التابعة لمركز أشمون بمحافظة المنوفية، لحادث حين كان في الصف الأول الثانوي، عندما كان يعمل في إحدى المزارع، وخلال تشغيله آلة ري الزرع بيده اليمنى سحبتها «الماكينة» للداخل، فحاول إنقاذها وسحبها بيده اليسرى إلا أنها واجهت مصير الأخرى.
عقب الواقعة دخل «محمد» في غيبوبة استمرت 7 ساعات، حتى جاء العاملون معه ونقلوه إلى أحد المستشفيات، وفي محاولة لإنقاذه قرر الطبيب بتر ذراعيه الاثنين، «أنا أول ما سمعت ببتر ذراعي قلت الحمدلله كرم ربنا كبير وأعطاني عمر تاني»، هكذا يقول.
يروي «محمد» لـ«الوطن»، إنه بدأ العمل في بيع المعطرات منذ 25 عاما، من خلال تركيبها في منزله عن طريق الاستعانة بزوجته أو أحد جيرانه لمساعدته في تركيب المعطر الخام ليتمكن من بيعه، ثم يتجول بها في قرى مركز أشمون على مدار اليوم، ويبيع العبوات بأسعار مختلفة تتراوح بين 5 و25 جنيها.
تزوج بائع المعطرات بعد واقعة بتر ذراعيه، ولكن سرعان ما طلبت زوجته الطلاق، ثم تزوج مرة أخرى وأنجب منها 3 أطفال «سيف» و«ملك» و«نورهان».
«محمد» يتمنى تركيب أطراف صناعية
«أنا الحمدلله من ساعة ما فقدت ذراعي الاثنين لم أطلب مساعدة من أحد، عشان نفسي عزيزة»، هكذا يقول «عم محمد» الذي تمنعه نفسه من طلب المساعدة، ولكنه يأمل أن يقضي بعض احتياجاته الشخصية ومن بينها دخول «دورة المياه» دون مساعدة من أحد، لذلك يحتاج لتوفير أطراف صناعية ليتمكن من ذلك، وهو ما سيساعده أيضا في عمله بتصنيع العطور وبيعها.
تعليقات الفيسبوك