الدكتور حسام الفنان.. قصة شاب خطفه الرسم وصناعة تحف الصلصال من الطب
الدكتور حسام صلاح
«يمكنك تصميم كوبك المفضل وميدالية لعملك، تعكس اهتماماتك وألوانك، وأيضا رسمة لك»، كان ذلك ملخص إعلان عن الصلصال الحراري، طرح في سوهاج، ولاقي إقبالا من الأهالي، إذ استحسنوا فكرة اختيار التصميم بأنفسهم، ولكن أكثر ما جذب العملاء للتصميمات كان الصانع نفسه «الدكتور حسام».
شاب في منتصف العشرينات، يحمل أعلى شهادة بكالوريوس في مصر، بعد تخرجه من كلية الطب، التي يتوطن في العرف المصري تربعها على عرش كليات القمة، إذ استخدم موهبته في الرسم، ليصنع براند خاص به، لتصميم الصلصال الحراري والريزن، فلم يرضخ القيود المجتمعية، ويحصر نفسه في لقب «دكتور»، ليضيف إليه «فنان».
حسام فنان بدرجة دكتور
يقول حسام صلاح، في حديثه لـ«الوطن» إنه طبيب بشري تخصص في طب الأطفال، لكنه يهوى الرسم منذ نعومة أظافره، فكان دائما يرسم بورتريهات لشخصيات واقعية وخيالية، مضيفا: «أهلي في البيت كانوا بيساعدوني أطور الموهبة باستمرار حتى وصلت للمرحله الثانوية، وتفرغت للمذاكرة فقط، والتحقت بكلية طب بشري سوهاج، ليعود ليّ شغفي القديم بالرسم».
يواصل: «أثناء الكلية كنت بحاول أرسم صور لرسومات منهج التشريح، عشان أحفظها وأذاكر منها، وبالفعل كنت بستفيد جدا من تحويل المادة العلمية لرسم، واستعان كثير من الأصدقاء بتلك الرسومات»، مشيرا إلى أنه بدأ بعد نجاح الفكرة في استغلال موهبته لتجهيز محتوى تدريبي، كان يقدمه خلال فترة الكلية، لتسجل تلك الخطوة بداية الانغماس والعمل في مجال الصلصال الحراري.
بداية صناعة الصلصال الحراري
«كان استهلاكي لموهبتي خلال فترة الكلية محدود، بحكم انشغالي بالدراسة، وعند إتمامها رجعت أدور على شغفى في الرسم مرة أخرى»، يقول الدكتور حسام، موضحا أنه فكر في تعلم حرفة تشكيل الصلصال الحراري، وكان المجال جديد، وبدأ يتعلم عبر موقع «يوتيوب»: «اشتريت الأدوات وبدأت أجرب، وبالفعل بدأت أصنع منتجات جيدة حتى أصبحت ممتازة بالتكرار، واستخدمت تصميمات جديدة مرتبطة بعمل العميل، وأوظف الرسم بالتصميم».
استخدام السوشيال ميديا في التسويق
عن التسويق للمنتجات، يشير «حسام» إلى أنه اعتمد في البداية على شبكة علاقاته، ثم أنشأ مجموعة خاص به على «فيسبوك»، لبيع وتسويق المنتجات، التي تنوعت بين «مجات وميداليات وعليقات عربيات وغيرها»، ثم بدأت تنتشر مادة جديدة تسمى «الريزن» يتم صبها داخل قوالب، وعلى الفور قرر إضافتها لمنتجاته بعد تعلمها، وبدأ يسوق لتلك المنتجات عبر مجموعته، ولاقت قبولا كبيرا بين أهل سوهاج: «حاليا أسعى لتعلم الرسم الديجيتال، سعيا في عمل منتجات مطبوع عليها تصميمات مختلفة أضيفها لنشاطي الفني».