خبير زراعي: الظروف البيئية سر إنتاج تقاوي البنجر في سانت كاترين
مزرعة انتاج تقاوي بنجر السكر في سانت كاترين بجنوب سيناء
أصبح بنجر السكر المصدر الأول لإنتاج السكر في مصر، وتزداد المساحة المنزرعة ببنجر السكر تباعاً في الأراضي حديثة الاستصلاح، في الوقت الذى يصعب فيه التوسع في مساحة القصب لارتفاع المقنن المائي له، أي أن بنجر السكر يمثل الأمل في الاكتفاء الذاتي لمصر من السكر.
نظرا للمميزات العديدة التي يتميز بها البنجر عن قصب السكر هذا يعني أن صناعة السكر في مصر قائمة على بنجر السكر الذي نستورد كل تقاويه من الخارج حيث يحتاج إلى ظروف بيئية خاصة لإنتاج التقاوي، وبالتالي تتكلف الدولة استيراد التقاوي بالدولار الذى يمثل عبئا على ميزانية الدولة.
إنتاج تقاوي بنجر السكر في سانت كاترين
الدكتور خالد مجاهد رئيس برنامج تربية وصون النباتات، مركز بحوث الصحراء قال في تصريحات خاصة لـ«الوطن»: «سيناء هي المستقبل نظرا للتوسع المتوقع في مساحة البنجر في مصر جرى الاعتماد على الإنتاج المحلي للتقاوي لخفض الاستيراد، كان الاعتقاد قديما بأن نبات بنجر السكر لا ينتج بذورا تحت الظروف المصرية، التنوع الفريد في الظروف البيئية في جنوب سيناء بالتحديد في مدينة سانت كاترين التي تتميز بارتفاعها عن سطح البحر بحوالي 1600 متر وانخفاض درجة حرارتها خلال فصل الشتاء إلى ما دون الصفر المئوي (-19) مما يجعلها ملائمة لإتمام الطور الحرارى طبيعياً لبنجر السكر وبالتالي يندفع النبات للإزهار وإنتاج البذور».
ويتبنى مركز البحوث الزراعية مشروعا لإنتاج تقاوي بنجر السكر تحت المصرية بقيادة الأستاذة الدكتورة نبوية صالح غرة، ونجح فريق العمل في تسجيل أول صنف مصري من بنجر السكر) Eg 27 وجار إكثاره تحت الظروف الطبيعية بسانت كاترين
أضاف أنه في إطار توجيهات السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي واللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء جار تنفيذ نموذج جيد للتعاون المشترك بين مركز البحوث الزراعية ومركز بحوث الصحراء لإجراء تجارب إنتاج تقاوي بنجر السكر تحت الظروف الطبيعية بسانت كاترين جنوب سيناء، وذلك للحد من عملية استيراد التقاوي من الخارج وإحداث تنمية مستدامة بمنطقة سانت كاترين.
توفير العملات الصعبة
وقال إن مركز البحوث الزراعية برئاسة الدكتور محمد سليمان، والدكتور عبدالله زغلول رئيس مركز بحوث الصحراء طالبا تبني مركز بحوث الصحراء برنامج لتربية وإنتاج تقاوي بنجر السكر، حيث توصل البرنامج إلى سلالات وحيدة الأجنة تصلح للتوسع في الزراعة الآلية جارى تقييمها حالياً بمواقع مختلفة.
وأشاد بتعاون مديرية الزراعة بجنوب سيناء والمجتمع المحلي بسانت كاترين، لنجاح هذا المشروع الذي يوفر العملات الأجنبية للبلاد.
مشروعات ساهمت في زيادة مساحة بنجر السكر
يزرع بنجر السكر بغرض إنتاج الجذور بصفة رئيسية وهي مخروطية الشكل بيضاء اللون تحتوي على السكر بنسبة تتراوح بين 15-20 % في المتوسط ويحتوي الجذر فى بنجر السكر فى المتوسط على 75% ماء، 20% مواد صلبة ذائبة (عبارة عن 16%سكروز تقريباً و4% مواد غير سكرية عبارة عن مواد نيتروجينية وأملاح معدنية زيادتها تعيق من تبلور السكر وتؤدي إلى إنخفاض جودة المحصول وخاصة أملاح الصوديوم والبوتاسيوم) و5% ألياف وهي التي تستخدم فى إنتاج العلف.
مرت مصر بمرحلة اكتفاء ذاتي في أوائل السبعينات حيث كان استهلاك السكر أقل من إجمالي السكر المنتج وبلغت نسبة الاكتفاء الذاتي 118,4 % عام 1972، ازداد استهلاك السكر في مصر من 1,115 مليون طن سنوياً عام 1980 إلى أن بلغت 3 مليون طن سكر عام 2014 بزيادة قدرها 1,885 مليون طن حيث تبلع نسبتها 169%.
بلغ معدل استهلاك الفرد للسكر عام 2014 نحو 34 كجم / سنة وبلغت نسبة الاكتفاء الذاتي 76,6% وحدث تطور كبير في مدى مساهمة محصول بنجر السكر في الإنتاج الكلي للسكر في مصر حيث كانت مساهمته عام 1982 نحو 2,5 % ارتفعت تدريجياً إلى أن بلغت 64% من إجمالي كمية السكر المنتجة عام 2021، ويرجع ذلك إلى زيادة المساحة من 16,9 ألف فدان عام 1982 إلى 650 الف فدان عام 2021، وذلك بعد التوسع في المشارع الزراعية القومية التي افتتحها الرئيس عبد الفتاح السيسي مثل مشروع الدلتا الجديدة ومشروع غرب غرب المنيا.