«عبد اللطيف» 56 عاما من تحويل جريد النخيل لـ«تحف»: مصدر رزق لأسرتي
عبداللطيف سليمان صانع الأقفاص والكراسي
مهنة تكاد تكون في طريقها إلى الانقراض، إلا أن بعض أصحابها مازالوا يتمسكون بها، ورثوها أبا عن جد، لم يعرفوا حرفة سواها، أتقنوها وأصبحوا روادا بها، من بينهم عبداللطيف سليمان، البالغ من العمر 63 عاما، هي مهنة صناعة الأقفاص والكراسي من جريد النخيل حيث يحولها لـ«تحف».
لم يجد الرجل الستيني، الذي ترك محافظته القليوبية، وجاء إلى كفر الشيخ، حرفة غير صناعة الأقفاص والكراسي والتربيزات، منذ 56 عاما، ورثها عن والده وأصبح يتقنها، بعدما تعلمت يداه فنونها منذ أن كان طفلا، وظل يعمل بها حتي الآن دون كلل أو ملل، محافظاً عليها من الانقراض، ومعتبراً إياها مصدر رزق له ولأُسرته.
«سليمان»: بشتغل قفاص وأنا عمري 7 سنين
«إحنا أصولنا من بنها في القليوبية والدي ووالدتي من هناك ونقلوا محل إقامتهم كفر الشيخ وأنا وإخواتي اتولدنا في كفر الشيخ، واشتغلت في شغلانة القفاص دي من وأنا عندي 7 سنين، واتعلمتها من والدي الله يرحمه، ومدخلتش مدارس»، بهذه الكلمات عبر عبداللطيف سليمان، عن سعادته بحرفته خلال حديثه لـ«الوطن».
«قفاص»، هكذا ينادي المواطنون على صاحب حرفة صناعة الترابيزات من جريد النخيل وفقا لـ«سليمان»: «الشغلانة دي اسمها قفاص، وبنستخدم فيها جريد النخيل واللي بنصنع منه كراسي وترابيزات وأقفاص طيور وأقفاص عيش، وبقالي 56 سنة شغال فيها وربيت منها ولادي 4 بنات وولد، وعلمتهم، وجوزتهم كمان، وعملت بيت منها، وابني ورث المهنة مني، والحمد لله ربنا كارمنا».
القفاص: نتعرض لمخاطر كثيرة: أحافظ على رزق أسرتي
خطوات كثيرة يتبعها «سليمان» للوصول إلى قطع كرسي أو قفص من الجريد، أولها شارء الجريد من دمياط: «بنشتري الجريد من دمياط، وببدأ اشتغل، بجهز السلاح اللي بستخدمه في تقطيع الجريد، والشاكوش والمدقة للضغط على الجريد عشان يدخل في مكانه المحدد، ولو انطلب مني كراسي أو ترابيزات أو أقفاص طيور أو أقفاص عيش بشتغل فيها على طول ويومي بيبدأ بعد صلاة الفجر لحد صلاة المغرب، يعني حوالي 15 ساعة شغل، ومش بزهق لأن ده رزقي ومحدش يقول للرزق لأ».
مخاطر يتعرض لها «سليمان» لكنه يعمل بالحرفة لأنها مصدر رزق أسرته: «شغلانة القفاص لها مخاطر يعني ممكن السلاح اللي بشتغل بيه ييجي على صابعي يعوروا أو ييجي على ايدي، ده غير إن ضهري محني طول النهار مع الشغل، كمان ممكن رايش من الجريد يدخل في إيدي، وربنا سبحانه هو اللي بيسلم، والحمد لله إن ربنا بيصبرنا على صنعتنا، وكان زمان في إقبال على شراء الأقفاص لما كانت مزارع البط موجودة، وكانت الناس بتاخد كراسي وترابيزات بس الكل دلوقتي بقا بيعتمد على الحاجة الجاهزة والصنعة تقريباً انقرضت».
«الإنسان لازم يسعي على رزقه وربنا هيكرمه» نصيحة «سليمان» لكل شخص لا يعمل: «كل إنسان لازم يسعي ويعمل اللي عليه والباقي على ربنا، يعني ميقولش يا رب ارزقني ويبقي نايم في البيت، ونفسي اشتغل لحد آخر يوم في عمري، لأن الشغل هو حياتي، ويعيش القفاص وصوابعه بتلعب».