إشادات دولية بالعفو الرئاسي والدمج: تعكس جهود مصر لتطوير أوضاع حقوق الإنسان
فرحة المفرج عنهم بعد إخلاء سبيلهم
تعدّدت الإشادات الدولية بإجراءات العفو الرئاسى التى تشهدها مصر، حيث اعتبرتها، وسائل إعلام عالمية ومنظمات دولية بادرة تعكس حُسن نية لدى الدولة المصرية فى هذا الملف، مؤكدين أن قرارات العفو الرئاسى المتواصلة منذ أسابيع إحدى النتائج ذات الأهمية للحوار الوطنى، خصوصاً ما يتعلق بالعمل على دمج المفرج عنهم فى سوق العمل.
«العفو الدولية»: استجابة الرئيس السيسى تمنح مصر ثقة لدى المؤسسات العالمية.. ونتوقع التوسع فيها قريباً تزامناً مع قمة المناخ
وقالت منظمة العفو الدولية فى تقرير لها إن عدداً من جمعيات المجتمع المدنى وجدت استجابة من الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى أعاد تنشيط لجنة العفو الرئاسى ليخرج عدد من السجناء بعد استكمال الإجراءات القانونية اللازمة مع العمل على دمجهم فى سوق العمل والمجتمع، وإجمالى المفرج عنهم منذ أبريل الماضى عند تشكيل لجنة العفو حتى سبتمبر الحالى وصل إلى 271 شخصاً وسط انتظار بإفراجات أوسع مع اقتراب قمة المناخ، مؤكدة أن القانون يتيح للرئيس السيسى تخفيف كل أو بعض الأحكام تجاه الموقوفين، وهو ما عمل الرئيس على استخدامه.
وأوضحت منظمة العفو الدولية أن الإفراجات الرئاسية تمنح مصر ثقة لدى مختلف المؤسسات الدولية، خصوصاً أن «السيسى» أعلن عن حوار وطنى يستوعب المعارضة فى مصر.
«أسوشيتدبرس»: عمل لجنة العفو الرئاسى يعزّز فرص نجاح الحوار الوطنى واستيعاب أطياف المعارضة
وأكدت وكالة «أسوشيتدبرس» الأمريكية أن سجل حقوق الإنسان فى مصر خضع لتدقيق فى الفترة الأخيرة، ولا يزال هناك انتظار لموجات إفراج واسعة، خاصة أن السلطات فى مصر أخرجت بعض الأشخاص الذين كانوا نشطاء بارزين فى بادرة تعكس حُسن نية، ولكن تطمع منظمات المجتمع المدنى فى أكثر من الحالى، خاصة عقب إطلاق مصر استراتيجية حقوق الإنسان الأولى من نوعها فى البلاد.
ونقلت الوكالة عن مسئول أمريكى بارز قوله إن إفراج مصر عن عدد كبير من المحبوسين حتى الآن يعد تعزيزاً للحوار الوطنى ويعكس جهود مصر فى تطوير أوضاع حقوق الإنسان، وهناك انتظار لنتائج أكثر الفترة المقبلة.
وقال د. محمد صادق، مدير المركز العربى للدراسات السياسية أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، لـ«الوطن»، إن العفو الرئاسى خطوة مهمة لتفعيل الديمقراطية فى مصر، وتنفيذ ما دعا إليه الرئيس عبدالفتاح السيسى بخروج الأشخاص الذين لم يحرّضوا على العنف على الدولة، وهذا ظهر فى سلسلة إفراجات واسعة، مؤكداً أن هذه القرارات تؤسس لمبدأ المواطنة للجميع على أرض مصر، وأن الكل يدعم هذه الخطوة وسط مطالبات بزيادة هذه الإفراجات الفترة المقبلة، خاصة أن الجمهورية الجديدة تقدم نموذجاً يُحتذى به فى ما يخص إطلاق الحريات.
وأكد أشرف أبوالهول، رئيس مجلس أمناء مؤسسة الطريق الجديد للدراسات والتنمية، أن الإفراج عن السجناء يبعث رسالة إلى العالم بأن مصر سجلها فى حقوق الإنسان سيكون ناصعاً فى ظل إطلاق مصر الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، وهناك تعاون مع الشباب وحرص على مستقبلهم فى الجمهورية الجديدة. وأضاف: «العفو جزء من استحقاقات الحوار الوطنى الذى أطلقه الرئيس عبدالفتاح السيسى، حيث يتم دراسة كل الحالات لإخراج من لم تلوث أيديهم بالدماء أو ممارسة أعمال عنف أو تحريض على الدولة المصرية وتُعد خطوة إيجابية نتمنى اكتمالها».
وأشار «أبوالهول» إلى أن العفو الرئاسى عن السجناء مؤخراً سيؤدى إلى زيادة فتح المجال العام فى مصر من أجل دعم الشباب وعدم محاسبة أى شخص عليه أحكام قضائية أو حرض على العنف ضد الدولة أو ساند جماعات إرهابية، خاصة أن بعض الأفراد كانوا محبوسين احتياطياً، وانتهت مدة حبسهم، لذا كان يجب على الدولة أن تخرجهم من السجون، فالدولة حريصة على أن تبرز تطور حقوق الإنسان فيها، خاصة عقب إطلاق الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، والتى كانت فى سبتمبر 2021.
وأوضح أن مصر أعلنت سلسلة إفراجات مستمرة ولم تنتهِ حتى الآن، وستظهر الفترة المقبلة سلسلة أخرى وسط حرص الدولة على الإفراج عن عدد كبير من المعارضين، منوهاً بأن مصر لا ترى أن حقوق الإنسان تقتصر على السياسة فقط، ولكن تشمل الحق فى سكن وصحة، وهذا ما ظهر فى مبادرة حياة كريمة والمبادرات الصحية الرئاسية التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال السنوات الماضية والتى كانت شيئاً جديداً على المصريين وأثلج صدورهم، ليؤكد أن رئيس الدولة حريص على حياة أفضل للمواطنين.