«قانون الاستثمار الموحد»
على صفحات جريدة «الوطن» بتاريخ 14/12/2013، كتبت مقالاً بعنوان «هل نحن جادون حقاً؟».. متضمناً رسالتى إلى السيد وزير الاستثمار، سُلمت لسيادته أثناء انعقاد المؤتمر الأول للاستثمار المصرى الخليجى بالقاهرة بتاريخ 4/12/2013، وضحت فيها المعوقات التى يشكو منها المستثمرون، بعضها تحول إلى قضايا ونزاعات بين المستثمر والحكومة المصرية، فشلت لجنة فض المنازعات الوزارية فى حلها..!
وطرحت على سيادته بعض المقترحات التى تلبى طلبات المستثمرين.. وتنهى النزاعات القائمة، وتعيد الثقة، وتجذب وتشجع المستثمرين الجدد من جميع أنحاء العالم.
وكان أهم الاقتراحات: من أجل إعادة الثقة فى مصداقية الحكومة المصرية ولتشجيع المستثمرين نقترح بأن تتبنى وزارة الاستثمار مشروع قرار جمهورى بقانون من مادة واحدة:
«تلتزم الحكومة المصرية بكافة التعاقدات فى كل القطاعات الاقتصادية التى تعاقدت معها المؤسسات الحكومية قبل 25 يناير 2011 مع الهيئات المحلية والدولية والشركات الوطنية والأجنبية أو مع مؤسسات أو أفراد، وتؤكد عدم التعرض لها بأى شكل من أشكال المصادرة أو الإلغاء، أو وقف النشاط. على أن تفى تلك الهيئات والشركات والمؤسسات والأفراد بالتزاماتها وفق العقود المصدقة من جهات الاختصاص الرسمية مع المؤسسات الحكومية».
وضرورة إصدار قانون موحد للاستثمار يتم تفعيله من خلال شباك واحد يتبع وزارة الاستثمار، ولما لم أجد رد فعل أتبعت الرسالة الأولى بثانية بتاريخ 11/12/2013 نشرت فى مقال ثانٍ بجريدة «الوطن» بتاريخ 23/12/2014 بعنوان «هل نحن جادون 2؟».
تلقيت رداً بعد شهرين..!! يتضمن كلاماً مرسلاً.. لا رؤية فيه، ولا يطمئن المستثمرين، لا سيما أن مشاكلهم المعلقة مع الحكومة المصرية ما زالت مستمرة، ولم أنشر هذا الرد السلبى، على أمل تنفيذ الوعود..
والمفاجأة اليوم، وكعادته، يعلن السيد الرئيس أثناء زيارته الأخيرة للصين عن قانون الاستثمار الموحد والجارى تفعيله حالياً تحت رعاية السيد الرئيس شخصياً مستهلاً بتوقيع اتفاقيات استراتيجية بين مصر والعملاق الصينى.
الأمر الذى ينبئ بأن الجهاز المعاون لسيادته من وزارة الاستثمار والوزارات المعنية الأخرى لم تتحرك إلا بحركة السيد الرئيس..!! أى أنهم أعطونى انطباعاً كمواطن مصرى أنهم مجرد جهاز تنفيذى لا رؤية له.
وللإنصاف فإن المراقب لأداء الحكومة لا يغفل نشاط بعض الوزراء برغم كل الظروف غير العادية التى تمر بها مصر.
ولكن لأهمية جهاز الاستثمار بوزارته وكافة هيئاته المختلفة، قد تعلق عليه أمل البلاد لتحقيق النقلة الحضارية بكافة مكوناتها كما تمناها السيد الرئيس شخصياً.
الموظفون لا يصنعون تقدماً.. وكفانا موظفين من عهد «مينا» حتى الآن..
مصر تريد مبدعين.. وتنتظر منكم الكثير..
لذا تبقى كلمة:
إن كنتم جادين يا سادة.. أفيقوا من نومكم.. واشطبوا عبارة «حسب توجيهات السيد الرئيس»..!!
وهيا إلى العمل الجاد، وليسرع كل فى موقعه للعزف ضمن أوركسترا الرئيس.
سيدى الرئيس:
فوضك هذا الشعب بكامل الحب وموفور الثقة أن تأخذ بيده إلى آفاق يستحقها فالكفاءة.. الكفاءة.. الكفاءة.
وفقنا الله جميعاً.