آمنة نصير: الرسول كان حنونا على الأطفال.. وحبه لـ«الحسن والحسين» يشهد
«نصير»: شدد على معاملة الصغار برفق
د. آمنة نصير
وضع النبى الشريف وثيقة دستورية فى تعامله مع الطفل الصغير، قائمة على المودة والرحمة والمحبة، وبعيدة عن العنف والإرهاب النفسى للطفل، فكان سيدنا محمد يولى أبناءه ومن بعد ذلك أحفاده عناية خاصة، يستشعر من خلالها الطفل بالرحمة والألفة، والحنان والمحبة، فكان يسميهم أحسن الأسماء، ويلاطفهم ويداعبهم ويقبِّلهم، ويحملهم على ظهره، حباً لهم، وتلطفاً معهم، ويأخذهم معه إلى المسجد، بل ويحملهم فى صلاته، ويرقيهم ويدعو لهم بالهداية لما للهداية من أثر فى قلب الطفل.
الأخلاق المحمدية وضعت معايير التعامل مع الأبناء والأحفاد
الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر أكدت لـ«الوطن» أن الأخلاق المحمدية وضعت معايير فى التعامل مع الأبناء والأحفاد، قائمة على العطف والمودة وحسن القول وفراسة الرأى، والاحترام المتبادل، فحينما نقلب فى شخصيته الكريمة، وطريقة تعامله نجد أنه يضع معايير محددة للتعامل مع كل فرد من أفراد الأسرة، قائمة على المحبة والعطف والحنان، ويا ليتنا نقتدى بها فى بيوتنا ومعاملاتنا فى ظل ما نشاهده اليوم من قضايا أخلاقية وإجرام فى حق الطفل وتشويه لروحه البريئة.
وأضافت: روى النسائى عن عبدالله بن شداد عن أبيه قال: «خرج علينا رسول الله فى إحدى صلاتى العشاء، وهو حاملا الحسن أو الحسين، فتقدم رسول الله فوضعه، ثم كبَّر للصلاة، فصلى، فسجد بين ظهرانى صلاته سجدة أطالها، قال أبى: فرفعت رأسى، وإذا الصبى على ظهر رسول الله وهو ساجد، فرجعت إلى سجودى، فلما قضى رسول الله، قال الناس: يا رسول الله! إنك سجدت بين ظهرانى صلاتك سجدة أطلتها! حتى ظننا أنه قد حدث أمر، أو أنه يوحى إليك؟! قال: كل ذلك لم يكن، ولكن ابنى ارتحلنى، فكرهت أن أعجله حتى يقضى حاجته»، وكان النبى يحب الحسن والحسين وكان يقول «حسين منى، وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسيناً». وتابعت: لم يكره النبى بناته، أو غضب منهن، بل كان رحيماً بهن، وكان شديد الحب للسيدة فاطمة، فكان يقول «فاطمة منى، يؤذيها ما يؤذينى»، كذلك لم يكن النبى يغضب على أبنائه وأحفاده ولم يقل الفاحشة لهم، ولا يأتى بالقسوة معهم بل كانت النصيحة والكلام الطيب، فأدعو المسلمين للاستفادة من تلك الأخلاق والعمل برحمة النبى فمن لا يرحم لا يُرحم، ولزام على الأم والأب الاقتداء بالرحمة النبوية التى كانت مع النبى فى التعامل مع الطفل، فلا يتم التعامل مع الطفل على أنه ليس له قيمة فنهى النبى عن ذلك، بل الطفل هو المستقبل ويجب غرس القيم الأخلاقية الحميدة به حتى تكون شجرة مثمرة فيما بعد.
أكدت أستاذة العقيدة على احترام النبى للحالة النفسية للطفل، كما أنه كان أباً حانياً عادلاً يساوى بين البنين والبنات حتى فى الأوقات التى لا يدركون فيها معنى المساواة، فقد كان أرقى أب يعامل بناته منذ اللحظات الأولى لاستقبالهن فى الدنيا حتى قبل أن يدركن معنى الحياة وكان من هديه أنه كان يسر ويفرح لمولد بناته، فقد سر واستبشر لمولد ابنته فاطمة، وتوسم فيها البركة واليمن.
على بن أبى طالب
لم أر قبله ولا بعده مثله صلى الله عليه وسلم.. كان والله أحب إلينا من أموالنا وأولادنا وآبائنا وأمهاتنا ومن الماء البارد على الظمأ