كل عام وشعب مصر الأصيل، المتسامح، المحب، بخير وأمل بمناسبة بدء العام الميلادى الجديد 2015، يهل علينا العام الجديد حاملاً مناسبتين كريمتين وعزيزتين علينا جميعاً، هما المولد النبوى الشريف وعيد الميلاد المجيد، يملآن قلوبنا جميعاً بالأمل والتفاؤل والإيمان والصفاء، حيث إن تزامن حلول مناسبتَى المولد النبوى الشريف وعيد الميلاد المجيد أو تقاربهما حدث يتكرر مرة واحدة كل ثلاثة وثلاثين عاماً تقريباً. نرى جميعاً احتفالات المصريين بالمولد النبوى الشريف وأعياد الميلاد المجيدة لتتزين المساجد والكنائس والمنازل والأماكن العامة فى لوحة تعبيرية تؤكد للكافة حقيقة هذا الشعب ومدى قوة ارتباطه. أدعو الله تعالى أن يرزق مصر وشعبها الصابر، الطامح لغد أفضل مزيداً من الاستقرار والازدهار من أجل تحقيق كل ما نصبو إليه من آمال وطموحات لبناء الدولة المصرية الحديثة متميناً من الله عز وجل أن يحمل هذا العام الرخاء لمصر وشعبها وأن يكون العام الجديد حافلاً بالعطاء والإنجازات التى نسعى إليها جميعاً وأن يحمل الخير والنماء لمصر كلها، وأنتهز حلول وتضافر هذه المناسبات الكريمة لأتمنى أن تسود قيم الخير والتسامح والمحبة والإخاء وحسن التفاهم والتعايش بين أبناء هذا الوطن كافة، وأن يعم الأمن والسلام الوطن العربى كله ليرتكز على دعائم الفضيلة والأخلاق التى نادت بها الأديان كافة.
إننا يجب أن نتخذ من الاحتفاء بسير الأنبياء استحضار أسمى القيم والأخلاق الكريمة التى جاءت بها الرسالة السماوية ومما تعرض له الأنبياء من معاناة العبر والنبراس لنستضىء بضيائهم ونهتدى بهديهم وأن نسير على نهجهم فنجعلهم قدوة لنا فى المعاملات قبل العبادات، وفى جميع التصرفات والأعمال لتقوى عزائمنا لنبذل كل الجهد من أجل الانتقال بالأمة إلى مجتمع يتآخى فيه البشر على قيم العدل والمحبة والسلام وتوطيد أواصر الإخاء والتسامح والعفو ونبذ التصادم والتناحر والعنف بين أفكار وثقافات أبناء الوطن الواحد، بل والعالم أجمع، فقد قال الله تعالى «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إلّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ»، كما أوصت المسيحية بأنه «إن جاعَ عدُوُّكَ فأطْعِمْهُ. وإن عَطِشَ فاسْقِهِ».
لا شك أن الظروف التى تمر بها منطقتنا تفرض علينا تكريس كل الجهود والعمل الجاد وأن نتحمل جميعاً المسئولية الوطنية والإنسانية لحماية جمهورية مصر العربية من التهديدات التى تدبر لها على أيدى الإرهابيين وذلك للقضاء على الإرهاب ودحره نهائياً وتخليص المجتمع منه وإزاحة الصورة المشوهة التى يريد المتطرفون تكريسها عن الإسلام بالتزامن من ضرورة العمل على تجديد الخطاب الدينى وتصحيح المفاهيم الدينية التى يتخذ منها البعض الذريعة والحجة لنشر الكراهية، ولا شك أننا قد تأخرنا كثيراً فى ذلك، لذا فنحن جميعاً مطالبون بالعمل الجاد المتواصل لاستعادة صحيح الدين والقيم الأخلاقية وندعو أن نتخذ من هذه المناسبات البداية الجديدة للتماسك والود والمحبة بين أفراد المجتمع الواحد لتوطيد أواصر الإخاء بين أبناء الوطن الواحد.
ليكن نشر الحُب والفكر المعتدل الوسطى الذى ترتبط فيه محبة الله بمحبة الإنسان هو غايتنا فى العام الجديد ملتزمين فيه بالعمل الجاد لبناء الدولة المصرية الحديثة ولنأخذ من تلك المناسبات العطرة الدروس والعظة، وكل عام وشعب مصر الأصيل بخير وأمل.