تطبيق واتساب
حالة من القلق انتابت مستخدمي تطبيق التراسل الفوري واتساب؛ خلال الساعات الماضية، بعد أن كشف تقرير حديث، تسريب بيانات حوالي 45 مليون مستخدم مصري للتطبيق من أصل 487 مليونًا في 84 دولة مختلفة، وجرى طرحها للبيع في منتدى «مجتمع قرصنة» بواسطة بائع غير معروف.
المهندس محمد الحارثي، خبير شبكات التواصل الاجتماعي، يقول لـ«الوطن»، إنّ عملية تسريب بيانات مستخدمي الواتساب ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة، إذ تعد هذه الواقعة هي الثانية خلال العام، وسبق وقد شهدناها خلال عام 2021 و2019، بجانب تعطل خدمات التطبيق التي كان أكثرها شهرة توقفها لأكثر من 6 ساعات.
ويقول «الحارثي» إنّ الكثير من المستخدمين يعتمدون على تطبيق واتساب بشكل أساسي خلال حياتهم اليومية، من خلال إرسال الملفات والوثائق المهمة نظرًا لثقتهم في أنّ هذه البيانات محفوظة وآمنة تمامًا بينهم وبين الطرف الآخر، إلا أنّه يحدث أحيانًا ما لا يُحمد عُقباه، إذ تتعرض المراكز الأمنية التابعة لشركة «ميتا» إلى عمليات اختراق يحدث معها تسريب للبيانات المُخزنة على الشركة الأم، وهو ما لم ولن تُفصح عنه شركة «ميتا».
ويقول خبير شبكات التواصل الاجتماعي، إنّه هناك بعض الأدوات التكنولوجية التي يستخدمها المتخصصون على «الدارك ويب» للتعرف عمّا إذا كان هناك أي بيانات جرى تسريبها أم لا، وأحيانًا ما تعثر بعض مؤسسات الأمن السيبراني على بعض البيانات المُسربة من تطبيق واتساب أو البريد الإلكتروني أو بعض المواقع غير الآمنة.
وينصح «الحارثي» بعدم الثقة في تطبيق واتساب في إرسال الملفات والوثائق المهمة أو أي بيانات خاصة بالأسرة: «فيه ناس كتير بتعمل share location لعامل الدليفري أو لأصحابها وده بيخزن بياناتك على التطبيق، ويفضل إنك تشرح عنوانك وتوصفه ومتبعتش اللوكيشن بتاعك لحد».
وبعد تسريب البيانات الذي طال التطبيق خلال الساعات الماضية، ينصح المهندس محمد الحارثي باستخدام خاصية الـdisappearing message في أثناء التراسل على تطبيق واتساب، وهي التي تسمح للمستخدم بتحديد مدة لحذف الرسالة بعد إرسالها، ويفضل أن يجري الحذف كل 24 ساعة لضمان أمان البيانات بينك وبين الطرف الآخر حتى في حال حدوث أي اختراق للبيانات.
وبالنسبة للشركات، ينصح «الحارثي» باستخدام WhatsApp Business نظرًا لأنّه يمنح عدة خصائص ومميزات تتعلق بالعمل، إلا أنّه يفضل تجنب إرسال الصور الخاصة أو الوثائق الهامة، وتوعية الأفراد بشأن أهمية الأمن السيبراني، وأن تتضمن أجهزة الشركات أدوات تقييم ومراقبة حتى يتم منع استخدام الأجهزة في أي أغراض شخصية.
وأضاف «الحارثي» أنّ خدمة WhatsApp Web هي الأخطر والأكثر اختراقًا، إذ يفضل أثنا استخدامها التأكد من تنزيل آخر تحديث للمحرك، والتأكد من الضغط على LogOut من إعدادت التطبيق وعدم الاكتفاء بغلق الـTab المفتوحة فقط، والحرص على عدم حفظ كلمات السر المستخدمة على المحرك، إذ إنّ واتساب ويب بات يحتفظ بالمحادثات والمكالمات حتى في غلق هاتفك.
وأضاف المهندس محمد الحارثي، أنّه يفضل عدم استخدام الخاصية الجديدة التي يمنحها التطبيق للمستخدمين، وهي إرسال الرسائل لنفسك عبر التطبيق، إذ من الممكن أن يستفِد التطبيق من هذه البيانات الشخصية من خلال تحليلها من قِبل الشركة المالكة.
ويفضل بحسب «الحارثي» عدم استخدام الشبكات اللاسلكية المفتوحة في الأماكن العامة، بجانب التأكد من غلق الـWifi، والـHotspot في حال عدم استخدامها أو تعيين كلمة مرور معقدة في حال الاستخدام، كما يفضل أيضًا غلق خاصية الـairdrop المتاحة على هواتف الآيفون وعدم تفعيلها إلا في حال الاستخدام فقط: «نظام أندرويد يعتبر النقطة الأضعف لمعايير الأمن السيبراني والأكثر اختراقًا لأنّه بيحتوي على تطبيقات كتير مفخخة، أما نظام الـIOS بيكون أكتر أمان».
وأشار «الحارثي» إلى أنّ هناك إحدى الشركات المصرية ستُعلن قريبًا عن تطبيق للتراسل المباشر قريبًا باسم SpaceJAT، يعتمد على معايير تأمين عالية، ويولي اهتمامًا خاصا بالأمن السيبراني، إذ يشمل على برامج متخصصة في الحماية الدفاعية وتحديد الهوية وإدارة بيانات المرور الخاصة والعامة، إلى جانب أنّ التطبيق جرى بناؤه بنسخ مؤمنة على العديد من أنظمة التشغيل كالأندرويد وIOS.
تعليقات الفيسبوك