كعادته عند افتتاح كل مشروع قومي، يؤكد الرئيس على أهمية الانتباه للمهارات الغائبة عند بعض مسئولي الدولة، مثل مهارة التشبيك، ومهارة الفهم والوعي، ومهارة جودة العرض لما يتم إنجازه، أي مهارة التسويق، وهو بالطبع يعطي توجيها مهما لكل مسئول في الكيان الإداري للدولة، إيمانا منه بانعكاس ذلك على حياة المواطن -راحة يتلوه رضا- وهو المحور والمستهدف من كل ما تنجزه الدولة.
وانتهز الرئيس اليوم -الخميس الأول من ديسمبر- فرصة تدشين مدينة المنصورة الجديدة، ليعطي للحكومة درسا عمليا متلمسا من «فقه الواقع»، حيث استوقف سيادته وزير الإسكان المحترم، أثناء عرضه للصورة الكاملة للإنجاز، ليشير سيادته مستخلصا ومسقطا ما أراد توصيله للجميع، عن الفهم والوعي والتشبيك الذي أظهرته إحدى وزارات الدولة في هذا السياق؛ فأشار إلى الطريقة المثلى والأكثر جودة، التي تم بها التحسب لعدة ملفات، تُعد في غالبها تحديات للدولة المصرية، خلال العقود المقبلة، وهي ملفات غرق الدلتا، وندرة المياه، ونقص الاكسجين، وزيادة الملوثات.
ومن اللافت للنظر، ويعكس الشفافية والجرأة لسيادته في هذا السياق، توقفه واستدعاء السؤال الذي يدور في خلد معظم الناس، وهو: طالما أن إمكاناتنا محدودة، فكيف ولماذا نُقدم على كل هذه المشروعات العملاقة؟ خاصة في مجال البنية التحتية، التي غطت تقريباً كل متر مربع في الوطن!.
وكان رد سيادته منضبطا ووافيا، لمن سبقوه، وهو الوعي التام بضرورة تصحيح مسارات الخطط الاستراتيجية، التي وضعها من سبقنا، لتصبح أكثر قابلية للتنفيذ، لكي تحقق أهداف التنمية الشاملة المنشودة.
وأشار سيادته، إلى أنه كان من اللازم حتمية أن يكون للتعديل مظاهر، تجعلها خطط مرنة، وتتماس مع احتياجاتنا الحالية، وتستشرف تطلعاتنا للقادم: وكان اختيار المسار الأصعب والأكثر كُلفة للانجاز، والمتمثل في الصبر والعمل، بديلاً عن مسارين آخرين، يعتمد أولهما على بطء التنفيذ ومحدوديته، وثانيهما الانتظار والتوجه إلى المولى بالدعاء، أملاً في ذهب وفضة تسقطها السماء.
الخلاصة.. واضح جدا أن القيادة السياسية لديها إيمان راسخ، بأن توافر قيم الوعي والإخلاص والأمانة المختلطة، بقيم العمل والصبر كفيلة بتحويل تراب الأرض لذهب وفضة، وجعل الإنسان فيها أكثر رضاءً.