بروفايل| مهند الخطيب.. المحاور الهادئ
داخل قاعة كلاسيكية ضخمة، شديدة الفخامة، بذات سقف شاهق الارتفاع يتدلى منه نجفًا يتلألأ من خلاله الأضواء البنية اللامعة، وأثاثها البسيط ذهبي اللون الذي يتوسطها بمقعدين كبيرين ومنضدة، وكأنها صنعت خصيصًا للملوك والأمراء، ينتظر مذيع قناة "سكاي نيوز"، ببذلته المتماشية مع ألوان علم مصر، داخلها في انتظار إجراء حوار مع واحد من أهم الشخصيات العربية في العالم، الرئيس عبدالفتاح السيسي.
مهند الخطيب.. أحد أهم المذيعين في المنطقة العربية، وأشهر مقدمي قناة "سكاي نيوز"، خاص تجارب إعلامية متعددة، حيث بدأ عمله أثناء دراسته الجامعية بواشنطن في إذاعة محلية للجالية العربية "الشبكة العربية الأميركية"، ثم مذيعًا في إذاعة "صوت أميركا" الدولية بواشنطن لمدة أربع سنوات، ثم في شركة إنتاج لبرامج تلفزيونية لـ"بي بي سي"، فضلًا عن إنتاج برامج لتلفزيوني "الجزيرة" و"دبي".
كما عمل كمسؤول إعلامي في الأمم المتحدة، ثم انتقل إلى قناة "إم بي سي" كمقدّم لبرنامج حواري كانت تستضيفه بيروت في عام 2001 ، قبل أن ينضم إلى فريق العمل بقناة "العربية" مذيعًا رئيسيًا للأخبار، وفي العام 2007 التحق بتلفزيون "المستقبل"، حيث عمل مقدمًا للأخبار ولبرنامج أسبوعي عن أهم الأحداث العالمية بعنوان "رادار 360".
ولد الخطيب، من أب أردني وأم فلسطينية، وعاش حياته بعمان، قبل أن ينتقل إلى الولايات المتحدة، ليحصل على شهادة بالاقتصاد وإدارة الأعمال من جامعة تاوسون في مريلاند، إضافة إلى شهادة دراسات عليا في الشؤون الدولية من الجامعة الأميركية في واشنطن.
ينسب المذيع الهادئ، الفضل في بداية حياته إلى إبتسام الملوحي، وهي سيدة لبنانية صاحبة أجمل صوت إذاعي، كانت تعمل في الإذاعة في واشنطن، حد قوله في أحد الحوارات الصحفية.
"الفضل بالنسبة إليّ ليس الشهرة بل أين تعلّمت أكثر، ولا أنكر أنني تعلّمت الكثير في الإذاعة وهذا ما ساعدني لاحقًا"، هذه أحد أشهر العبارات التي دائمًا ما يرددها الخطيب في حواراته الصحفية، ليؤكد أنه لا يسعى لشهرة وإنما لوضع نهج مختلف في مجال الإعلام، مثلما رسخه في القناة التي يعمل بها الآن، حيث يفرض إيقاعًا مهنيًا مختلفًا يعتمد على الانسجام مع صيغة الخبر السريع، وإن كان ذلك لا يعني بالضرورة التنكر للتجارب المهنية السابقة.
كما يرى أنه على المذيع أن يكون مطلعًا على مجريات الأحداث من خلال متابعة نشرات الأخبار في عدد من المحطات وقراءة الصحف والمجلات والمقالات بشكل مستمر، بحيث يكون قادرًا على التعامل مع أي طوارئ قد تحدث أثناء قراءته للأخبار، بل واضطلاعه بمهمة تصحيح أي كلمة أو فقرة خاطئة أتت في سياق خبر ما، فضلًا عن البعد عن التفلسف والطبيعية في الأداء.
"التصوير الفوتوغرافي"، كانت المهنة التي يود انتهاجها الخطيب بدلًا من الإعلام، لكونه هاوٍ ولديه مجموعة كبيرة من الصور التقطها حول العالم، ويقضي ما يقرب من ساعة على الأقل في أيام العطلات في ممارستها.
"القضية الفلسطينية، القضايا الإنسانية، الأوضاع في دارفور، حرية الصحافة والتعبير"، من أهم القضايا التي يتمنى تناولها مهند الخطيب خلال حواراته المقبلة، حيث إنه يعتمد أكثر في عمله على تقديم النشرات الإخبارية.