إمام «ابن العاص»: الحامدية الشاذلية طريقة مباركة.. ولها فضل كبير في خدمة الدعوة والتصوف
الشيخ يسري عزام
قال الشيخ يسرى عزام، إمام وخطيب جامع عمرو بن العاص، بالقاهرة، إن الطريقة الحامدية الشاذلية طريقة مباركة، قديمة فى مصر ولها باع كبير فى خدمة الدين وفى خدمة الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، وإن التصوف يهذب النفوس وسبب فى تصفية الأرواح وتنقية القلوب ويصل بالإنسان لمراقى العلا، وإن أعظم كرامة للإمام سلامة الراضى أنه بعد انتقاله كل تلك الفترة الطويلة ما زال يُذكر بين الناس بالخير.
الشيخ يسرى عزام: أعظم كرامات «الراضى» الاستقامة ودوام ذكره بالخير حتى اليوم
أوضح «عزام»، فى حواره مع «الوطن» أن الإمام «الراضى» عالم من العلماء وولى من أولياء الله الصالحين أجرى الله على يده الكرامات وكان منهاجاً للتصوف الصحيح، القائم على الكتاب والسنة.. وإلى نص الحوار:
كيف ترى منهج الطريقة الحامدية الشاذلية؟
- الطريقة الحامدية الشاذلية طريقة مباركة، قديمة فى مصر ولها باع كبير فى خدمة الدين وفى خدمة الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، ويكفى مسجد الحامدية الشاذلية أن يصدع فيه الأذان كل وقت وتقام فيه الشعائر وهذا من فضل الله، ومولانا الشيخ سلامة الراضى عالم من العلماء، وولى من الأولياء الصالحين، أجرى الله على يده الكرامات، وقرأنا سيرته وتعرفنا على ما كان منه من تمسكه بكتاب الله وسنة النبى المصطفى صلى الله عليه وسلم، فكان منهاجاً للتصوف الصحيح، القائم على الكتاب والسنة، وما أحلى ما قاله الإمام الشافعى رحمه الله، حيث يقول «حُبب إلىّ من دنياكم ثلاث: ترك التكلف، وعشرة الخلق بالتلطف، والاقتداء بطريق أهل التصوف»، فمنهج الشيخ سلامة راضى تصوف خالٍ من البِدَع والأهواء وأمور الدنيا.
هناك بعض المتشددين الذين يهاجمون التصوف كمنهج وسطى للدين؟
- التصوف القائم على القرآن والسنة تصوف رائع، وهذا ما درسناه فى الأزهر الشريف، فهو يوقر ويهذب النفس البشرية، ويكون سبباً فى تصفية الأرواح، وتنقية القلوب، ويصل بالإنسان لمراقى العلا، وينتقل من عالم الملك إلى عالم الملكوت، ومن عالم النفوس إلى عالم الأرواح، لأن الروح من أمر الله، فيقول الله تعالى «وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّى وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا»، والصوفى كالأرض يطرح عليها كل قبيح ولا يخرج منها إلا كل مليح، لا يشغلون أنفسهم بالخلق، بل يشغلون أنفسهم بالخالق جل وعلا. ويوجد مقامه بجوار والده المؤسس سيدى سلامة الراضى رضى الله عنهم جميعاً.
تحدثتم عن كرامات الإمام سلامة الراضى.. ماذا تذكر منها؟
- الإمام سلامة الراضى له العديد من الكرامات، لكن أعظمها كان الاستقامة، فكان أشياخنا يقولون إن الاستقامة أعظم من ألف كرامة، فالسير على درب سيدنا النبى أعظم من أى شىء، والأولياء الصالحين لا ينشغلون بالكرامات، ولا ينشغلون أن يجرى الله على يديهم الكرامة، بل كل همهم فى الدنيا هو الاستقامة ومتابعة المُظلل بالغمامة، وكل همهم الكتاب والسنة والسير على ضرب الحبيب الشفيع سيدنا النبى المصطفى، حيث قال الله تعالى «وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا»، وقال الله تعالى أيضاً «لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ».
وماذا تقول فى دوام ذكره بين الناس حتى اليوم، رغم انتقاله للرفيق الأعلى؟
- أعظم كرامة لسيدى سلامة الراضى أنه بعد انتقاله للرفيق الأعلى كل تلك الفترة الطويلة ما زال يذكر بين الناس بالخير، فألسنة الخلق أقلام الحق والناس شهداء الله فى أرضه، فما زال ذكر الشيخ سلامة الراضى بين الناس، ولا يزال الناس يتحدثون عن صلاحه، فمتى عرف الله من عبده الإصلاح فتح له قلوب الناس، ومن كراماته أن الله نفع به بعد موته أكثر من حياته، وتلك كرامة عظيمة للصالحين، فقال الله تعالى «إِنَّا نَحْنُ نُحْيِى الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَىْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِى إِمَامٍ مُّبِينٍ».
التصوف بوابة لتهذيب النفس وإصلاح المجتمع.. كيف يمكن تحقيق ذلك؟
- الصوفية منهم ظالم لنفسه، ومنهم مقتصد، ومنهم سابق للخيرات، كما عبر الله فى كتابه الكريم، عن أهل القرآن، فقال الله تعالى «ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ»، حتى قال بعض أهل الله إن الظالم لنفسه ناجٍ إن شاء الله، حيث يتوب الله عليه بعد موته ويحسن له خاتمته، فالصوفية القائمة على الكتاب والسنة».
الصوفية الراقية
الصوفية لا تعرف الشطح ولا مخالفة لكتاب الله ولا سنة رسوله، كما قال سيدى ومولانا إبراهيم الدسوقى القطب الصوفى الكبير، فقال «إذا رأيتم الرجل يمشى على الماء ويطير فى الهواء وأفعاله تخالف القرآن والسنة، فهى أفعال شيطان، فالصوفية الراقية النقية أمر جميل يجب اتباعه.