كاهن كنيسة مارجرجس بمحرم بك: حياة الأديرة تحدٍ لـ«مغريات العصر».. روحانيات وتقرب إلى الله
القمص أغسطينوس فؤاد
فى وقت يتطور فيه العالم، وتتنوع فيه وسائل التواصل الاجتماعى، ينشغل الشباب بالتكنولوجيا وقضاء الساعات أمام الشاشات، سواء للترفيه أو الاتصال بالعالم، ورغم كل المغريات لا يزال العديد من الشباب لا ينجذبون لكل ذلك وبين هؤلاء الشباب فئة لم تكتفِ بعدم الانسياق وراء الإغراءات بل اختارت التفرغ للعبادة والصلاة.
القمص أغسطينوس فؤاد، كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس بمحرم بك، الإسكندرية، يقول إن أديرة الراهبات فى مصر عامرة والعديد من الفتيات ما زلن يرغبن فى الرهبنة والتفرغ للعبادة، موضحاً أن مشكلات العالم الحالى من تأثير التكنولوجيا على الشباب وتعلقهم بوسائل التواصل الاجتماعى، والحياة الترفيهية، لا تؤثر على الراغبات فى الرهبنة إذ إنهن لديهن الاستعداد، ومنهج روحى، ولهن اشتياقات قلبية للانفصال عن العالم.
وتابع «فؤاد»، الذى يخدم بأديرة الراهبات فى الإسكندرية، أن قرار ترك منزل الأسرة والتعبد للدير يجب أن يكون بموافقة الأسرة والكنيسة وأب الاعتراف أولاً، موضحاً «فى بعض الأحيان تواجه الفتيات رفضاً من الأهالى لكن إذا كانت الأسرة على درجة عالية من الروحانية يدعمون قرار الفتاة، بعد التأكد من أنه قرار نابع من القلب حباً فى التقرب من الله والابتعاد عن العالم».
كاهن «مارجرجس»: الرهبنة لا تكون إلا فى دير معترف به من المجمع المقدس
وأشار «فؤاد» إلى أن الرهبنة لا تكون إلا فى دير معترف به من المجمع المقدس، وسن الراهبة لا تزيد على 27 عاماً ولا تقل عن 23 عاماً، ويجب أن تكون خريجة وعاملة، حتى تكون شعرت بالنجاح وقيمة الأموال الخاصة بها، وبالتالى اختيار «الفقر الذاتى» لا يكون اضطرارياً بل اختيار شخصى، وأن تكون لديها روح الخدمة والاتضاع والمحبة.
وأضاف أن الراهبة تخضع لفترة اختبارات إذا خاضتها تبدأ فى مرحلة الاستعداد بارتداء الزى الرمادى، وحين يحين الوقت تتم رسامة الفتاة على يد أسقف بعد الصلاة عليها صلاة الموتى (أوشية الراقدين) لأنها تكون ماتت عن العالم، وتبدأ فى ارتداء الزى الرهبانى الأسود.
وقالت الراهبة «إيلاريا»، طلبت عدم ذكر اسمها الحقيقى، إنها ترهبنت منذ 20 عاماً تقريباً إذ إنها بعد تخرجها فى كلية العلوم، بدأت التردد على بيوت الخلوة بالأديرة وحين قررت الرهبنة اعترضت أمها، خصوصاً أنها ابنة وحيدة، ولكنها طلبت من أب اعترافها وشقيقها إقناع والدتها وبعدها بدأت رحلتها.
وتتابع «إيلاريا»، فى تصريحاتها لـ«الوطن»، أنه على الرغم من مرور 20 عاماً على دخولها الدير إلا أنها لا تزال تتعلم وتتدرب على الروحانيات، وأنه بمجرد ارتداء الزى تنتهى علاقتها بالعالم، وكل من فى الدير من الراهبات يتركن شهاداتهن وأسرهن وحياتهن، مشيرة إلى أن لكل راهبة مهام وعملاً داخل الدير تقضيها فى الصلاة.
أما عن تواصلهن مع العالم الخارجى، تقول الراهبة إنهن يقمن بالاطمئنان على أسرهن من حين لآخر كما أن الدير يفتح فى أوقات معينة للزائرين بعيداً عن أوقات الأصوام، موضحة أن التعامل بالهاتف يكون فى نطاق ضيق، إذ إن الحياة داخل الدير لا تسمح بذلك.