أنجم هندي يدرس في الأزهر
جاء إلى مصر قاصدًا قلعة العلم، وملتقى العلماء، مؤسسة الأزهر الشريف، حتى ينهل من علومها ويستزيد من آدابها، تاركًا خلفه أهلًا يشتاق إليهم من وقت لآخر، لكن ما وجده في مصر سهل ولو جزءًا يسيرًا من هذه المشقة.
أنجم راهي، من الهند، بدأ رحلته إلى مصر منذ عدة سنوات ليدرس في كلية الإعلام بجامعة الأزهر، والتي بلغ بها الفرقة الرابعة الآن، وكان قد سمع عن مصر الكثير من خلال الصحف والكتب: «أتيت مصر وقد سمعت كثيرًا عنها، وقرأت عنها في الكتب والأخبار» حسب ما روى لـ«الوطن».
يضيف «أنجم» أنه منذ وصوله إلى بلد الأزهر الشريف مصر، كان ذلك بمثابة نقطة تحول في حياته، فوجد فيها ما لم يجده ببلده الهند: «أكثر ما أعجبني حين شعرت بأني دخلت دولة مسلمة، وأكثر شيء أحببته هو إذاعة القرآن الكريم، التي لم أجد مثلها في الهند»، من فرط حبه للإذاعة المصرية أخبر عنها أسرته في الهند: «أخبرت أسرتي بإذاعة القرآن الكريم، ورأيت أن المواطنين متدينون بشكل كبير».
أكثر صعوبة واجهت الشاب الهندي صاحب الـ26 سنة هي اللغة، وخاصة أنه تعلم اللغة الفصحى بالأزهر، واصطدم بانتشار اللغة العامية بين أهلها: «بداية الأمر واجهت صعوبة في اللغة، واعتقدت أن أهل مصر لا يتحدثون باللغة العربية بل بلغة أخرى»، ليكتشف بعد ذلك أنها مجرد لهجة منبثقة من اللغة العربية الأم، وما لبث حتى اعتاد على الحديث بها بين الناس: «تعودت عليها الآن وأحببتها».
يقول «أنجم» إن النظام أكثر ما أعجبه بين السكان المصريين، وعدم وجود فوضى كالتي يراها في بلدان أخرى، بالإضافة إلى طريقة التحدث التي أوهمته بأنهم يتشاجرون: «عجبت من طريقة التحدث في بداية الأمر إذ كنت أظن أنهم يتشاجرون، لكني اكتشفت بأن بعضهم يتحدث بصوت عال هكذا على سجيته وطباعهم من الداخل طيبة ومتواضعة».
ويشير إلى أنه وجد حب في أوساط المصريين وخاصة تجاه الوافدين: «رأيتهم يحبون الوافدين ويتعامل معهم برفق، وخاصة وافدي الهند، بسبب الأفلام الهندية التي يتابعونها كثيرًا»، ويضيف أنه لم يجد أي وحدة بعد التحاقه بالكلية: «بعد دخول الكلية لم أشعر بالغربة قط وكأنني فى أسرة مصرية، بداية من الأساتذة مرورًا بالزملاء والأصدقاء وكأنهم لي أخوة، وما بهم من كرم كبير في الضيافة وغيرها، فالحياة في مصر هي حياة ممتعة لأنك تجد مكان السياحة ومكان الدراسة خاصة الأزهر وجامعته».
تعليقات الفيسبوك