خبراء: ترتيب الأوراق والإعداد للقمة العربية بالرياض على رأس جدول الأعمال
الرئيس السيسي يحرص على توطيد العلاقات بين القاهرة والرياض
حرص الرئيس عبدالفتاح السيسى على التأكيد على عمق العلاقات بين مصر والسعودية فى عدة لقاءات وصل عددها إلى 15 زيارة حتى الآن، كانت الزيارة الأولى للرئيس يوم 10 أغسطس عام 2014، التقى خلالها العاهل السعودى الراحل عبدالله بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين.
وقال الباحث السياسى عمر رأفت إن زيارة الرئيس إلى السعودية ولقاءه بولىّ العهد الأمير محمد بن سلمان، رئيس الوزراء، يأتيان فى إطار ترتيب أوراق المنطقة العربية فى مواجهة عدد من القضايا الإقليمية وكذلك المستجدات الواردة على المنطقة فى الوقت الحالى، وقبيل شهرين من انعقاد قمة جامعة الدول العربية فى العاصمة السعودية الرياض مايو المقبل.
وأضاف لـ«الوطن» أن هناك رغبة مصرية الفترة المقبلة فى زيادة ضخ الاستثمارات السعودية فى المشروعات المصرية، فى ظل الدور السعودى فى دعم الاقتصاد المصرى والذى أكد عليه الرئيس السيسى فى عدة محافل رسمية وسط تطلعات مصرية لدعم التحركات الدبلوماسية السعودية الرامية إلى تحقيق السلم والأمن فى المنطقة.
«حليمة»: الجانبان بحثا ملفات العلاقات مع إيران وتداعيات الحرب الأوكرانية
وقال السفير صلاح حليمة، نائب رئيس المجلس المصرى للشئون الأفريقية، إن زيارة الرئيس جاءت لبحث ملفات تشمل العلاقات الدبلوماسية مع إيران، وكذلك بحث مستجدات علاقات تركيا والمنطقة. وأضاف أن اللقاء يناقش الأوضاع فى سوريا وإمكانية إعادتها للجامعة العربية فى ظل تغيرات جديدة تشهدها المنطقة ومناقشة ما يجرى فى فلسطين والأراضى المحتلة، والتطرق إلى مناقشة الأمن القومى العربى، خاصة الأمن المائى، ومناقشة الأزمة الروسية - الأوكرانية والتداعيات الناتجة عنها، مع بالطبع مناقشة زيادة استثمارات سعودية وتوطيد العلاقات بين القاهرة والرياض فى الفترة المقبلة.
صادق: هناك معدل تصاعدي للاستثمارات السعودية في مصر
وقال الدكتور محمد صادق، مدير المركز العربى للدراسات السياسية، إن زيارة الرئيس «السيسى» مهمة جداً فى ظل العلاقات الثنائية بين البلدين وتباحث القضايا المختلفة. وأضاف أنه خلال الفترة الماضية حدثت زيادة فى الاستثمارات السعودية فى مصر، وهناك معدل «تصاعدى» فى الاستثمارات بين البلدين الفترة المقبلة، لافتاً إلى أن الزيارة جاءت فى إطار الحرص على نوع من تبادل وجهات النظر، كما تهدف أيضاً إلى دعم الاستثمارات والمشروعات السعودية فى مصر، والتكامل الاستراتيجى على كافة المجالات المختلفة.
وكشف محمود حسن، الباحث السياسى فى الشئون العربية، أن التواصل والتنسيق بين مصر والسعودية يحظى دوماً بطابع خاص، نظراً إلى عمق العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين على كافة المستويات، من منطلق تعزيز «التضامن العربى»، والحرص الدائم من جانب البلدين على تعظيم العمل العربى المشترك، من أجل تحقيق حالة من التوافق والعلاقات الطبيعية بين كافة الدول العربية، وتشكيل «منظومة أمان» تحمى الداخل العربى من أى تداعيات سلبية للتقلبات والتحولات الجارية حالياً فى موازين القوة الاقتصادية والسياسية والعسكرية على المستوى الدولى.
وأضاف أن اللحظة الراهنة تحمل على المستوى الإقليمى والدولى مجموعة من التحديات والتفاعلات والتحولات المتعلقة بمجموعة من الملفات الساخنة، بدءاً من الأزمة الأوكرانية وتداعياتها متعددة الأبعاد، مروراً بالأوضاع فى الأراضى الفلسطينية المحتلة والتفاعلات الجارية فى عدة أقطار عربية مثل العراق والسودان وليبيا ولبنان واليمن، وصولاً إلى ملف الساعة فى منطقة الشرق الأوسط من المنظور العربى الحالى، وهو عودة دمشق إلى المنظومة السياسية والاقتصادية العربية.
«حسن»: المشاورات تهدف لتشكيل «منظومة أمان» لحماية الداخل العربي
وقال شريف حسن، الباحث بمعهد البحوث العربية، إن الزيارة جاءت لمناقشة عدد من القضايا الإقليمية والدولية، فى مقدمتها الأوضاع فى الأراضى المحتلة، والتصعيد الذى تقوم به إسرائيل ضد الفلسطينيين، والمحاولات العربية فى دعم المقدسيين لمواجهة هذا الخناق الاقتصادى والتغيير الديموغرافى الذى تفرضه إسرائيل، بجانب محاولات اليمين المتطرف اقتحام باحات المسجد الأقصى.
وتابع: «كما تتصدر المباحثات الأزمة السورية ودعم سوريا للعودة إلى الجامعة العربية ومحاولات إنهاء الصراع هناك والعودة إلى طاولة المفاوضات على أسس تواكب الأطراف السورية والمصالح الإقليمية والدولية بها، فضلاً عن دعم الاقتصاد اللبنانى وتسمية رئيس دولة جديد ومحاولة مساعدة لبنان».