خالد الجندي لشهداء سيناء: "طبتم وتبوأتم في الجنة منزلا"
قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إنه لا يوجد غطاء ديني في صحيح الإسلام للعمليات الإرهابية التي تبث الرعب وتبيح القتل، واصفًا حادث العريش الإرهابي بالجريمة النكراء الخارجة عن الدين والخلق والعرف.
ووجه الجندي، خلال حواره مع الإعلامي محمود الورواري ببرنامج "الحدث المصري" المُذاع عبر شاشة "العربية الحدث" مساء أمس، حديثه للشهداء من جراء الحادث من مدنيين وعسكريين قائلا: "طبتم وتبوأتم في الجنة منزلًا".
وأضاف الجندي، أن الفكر المتطرف والتكفيري لا يمكن مواجهته إلا بالفكر المستنير واستراتيجية محددة وإنشاء مجلس أعلى للدعوة الإسلامية تحت رئاسة رئيس الجمهورية يكون مهمته الرئيسية تجديد الخطاب الديني ونشر الفكر الوسطي الصحيح.
وأشار إلى أن القرآن الكريم والسنة المطهرة أوضحا فضل ومكانة الشهيد في الدنيا والآخرة، مشيرًا إلى أن الشهيد هو من يجاهد من أجل إعلاء كلمة الله وكلمة الحق والدفاع عن الوطن وليس من يرتدي حزامًا ناسفًا، ليفجر المنشآت ويسفك الدماء، موضحًا أن هناك جهادًا لا ينتبه له الناس جهاد الإصلاح واستقرار الأوضاع، وهو ما يقوم به أفراد الجيش والشرطة في مواجهة الإرهاب والجماعات المسلحة.
وأوضح أن الخطاب الديني في مصر يمر بمرحلة في حاجة إلى التجديد، وهو ما وجّه به المشير عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، في معظم خطاباته لاستشعاره بأهمية ذلك، وهنا يبرز دور الأزهر الشريف الذي حمل على عاتقه وكذلك وزارة الأوقاف، لافتًا إلى أن التجديد ليس معناه تفنيد ثوابت الإسلام والاعتداء على الأصول الشرعية المعتبرة عند العلماء.
وأوضح الجندي، أن تجديد الخطاب الديني لن يمس جوهر العقيدة المتمثل في القرآن والسنة النبوية، التي أُخِذت عن سيدنا محمد، عليه الصلاة والسلام، الذي لا ينطق عن الهوى، أما عدا ذلك من فتاوى وفقه موضوع على يد أشخاص وأئمة مهما كان درجة مصداقيتهم وإبحارهم في العلوم الدينية، لا بد أن تُراجع وتُخضع أراؤهم للتنقيح، لأنهم ليسوا بملائكة منزهين عن الخطأ والسهو.
وتابع الداعية الإسلامي أن المشكلات المزمنة التي تواجه الخطاب الديني تتمثل في مشكلة الغلو والتطرف التي استشرت وانتشرت في معظم البلاد وظهرت آثارها الوخيمة على الأمة العربية في الفترة الماضية، لافتًا إلى أن هذه الظاهرة نشأت نتيجة تصدر أناس من غير المتخصصين في علوم الشريعة، ونتيجة لعدم فهمهم الجيد والحقيقي والمتكامل للدين؛ وتسارعت وتيرة الفتاوى الشاذة غير المنضبطة وأحدثت حالة من السيولة في فتاوى التكفير التي نالت، ولا تزال، من المجتمعات الإسلامية.
يذكر أن مدينة العريش شهدت انفجارات متزامنة، مساء أمس، حيث استهدف إرهابيون مديرية أمن شمال سيناء وكتيبة تابعة للجيش وفندق القوات المسلحة، ما أسفر عن سقوط 29 شهيدًا و43 مصابًا.