أهالي "القوصية" يعيشون في الظلام بعد حرق الإخوان محول الكهرباء
مسيرات لا تنتهي، تفجيرات بين الحين والآخر، قطع طرق بالنيران، وأخيراً حرق محول الكهرباء الرئيسي، أفعال تخريبية موعدها ثابت للإرهابيين مع كل اقتراب ذكرى أو حدث، يعيش فيها أهالي مدينة القوصية بأسيوط، الذين عاشوا في ظلام وعتمة أمس الأول، بعد أن أحرق أنصار جماعة الإخوان بمدينتهم محول الكهرباء الرئيسي، في موجة إرهاب جديدة تحت شعار "أربعاء الغضب".
حالة من الخوف والرعب عاشها المواطن إسماعيل أحمد وأسرته، بمجرد سماعه طلقات الرصاص الحي والخرطوش الذي أصم آذانهم، بعد أن انقطعت الكهرباء عن المنازل وتصاعدت النيران في محول الكهرباء الذي يبعد عن منزله أمتاراً قليلة، "في الفجر، لقينا الإخوان بتوع المنطقة بيرموا مولوتوف في المحول لحد ما ولعوا فيه بالكامل، وهما بيجروا بقوا يضربوا نار وخرطوش بشكل عشوائي في الشوارع"، خرج الرجل الخمسيني من بيته، بعد أن أغلق باب منزله واطمئن على أسرته، لمساعدة الأهالي في إطفاء الحريق، "قفلت على عيالي بالقفل ونزلت عشان خفت عليهم من النار، وفضلت مع جيراني نطفي الحريق ومطفتش إلا لما المحول اتفحم ومبقاش ينفع ببصلة".
وسط ظلام تام، جلس إسماعيل والأهالي على الأرصفة يحرصون الشوارع من أي تخريب يفعله الإخوان، "باقي العيال ومراتي قاعدين في البيت في عز الضلمة لحد الصبح، وإحنا مروحناش بيوتنا وفضلنا قاعدين في الشارع لحد ما النهار طلع علينا، وكل ده البلد مجلهاش نور ولا حد سأل فينا"، يبدي إسماعيل تعجبه من الأداء الأمني بمدينته، قائلاً "قوات الأمن مع أي حد مبتغيرش خططها أو أسلوبها، بيكتفوا إنهم يقفوا في الميادين الكبيرة وبيتجاهلوا تجمعات الإخوان في الشوارع والمراكز الصغيرة، عشان كده حرقوا المحول بسهولة، وعقبال ما النور قطع علينا وطلعنا نشوفهم كانوا جريوا"، مضيفاً "إحنا اللي بندفع التمن، ويا عالم هيرجع النور إمتى، مكفاش الإخوان المظاهرات اللي بيطلعوها عندنا كل شوية ولا التفجيرات والإرهاب اللي بيعملوه، كملوا علينا بقطع النور".