كتاب جديد عن الأمير تشارلز يجدد الجدل حول استعداده لتولي العرش
أثار كتاب جديد، عن حياة ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز، الجدل مجددًا، حول ما إذا كان جديرًا بتولي عرش المملكة المتحدة، نظرًا الى آرائه الصريحة وكونه ناشطًا فاعلًا.
ويصور الكتاب، العائلة المالكة على أنها عائلة تعاني من الخلافات الداخلية، وأن ولي العهد غير مرتاح للحيادية التي ميزت حكم والدته الملكة إليزابيث الثانية.
وأمضى الأمير تشارلز، أكبر أبناء الملكة إليزابيث، البالغ من العمر 66 عامًا، حياته في الاستعداد لتولي عرش البلاد، إلا أنه رسم لنفسه دورًا مميزًا وبارزًا في الحياة العامة، من خلال مشاركته في مسائل تثير اهتمامه، بينها مشاكل الشباب وقضايا البيئة والطب البديل.
من المقرر، أن يصدر الكتاب وهو بعنوان "تشارلز: قلب ملك"، غدًا، عن المؤلفة كاثرين مايير، وهي الرئيسة السابقة لمكتب صحيفة "تايم" الأمريكية في لندن.
وتزعم المؤلفة، أن تشارلز يستعد لتولي العرش، دون أن يشعر بالبهجة، كما أن لا رغبة لديه في تولي منصب سيحد من قدرته على التحدث بصراحة.
وكتبت تقول، إن تشارلز غير متحمس مطلقًا لتولي العرش، وهو يشعر بثقل هذه المهمة، وبالقلق من تأثيرها على العمل الذي يقوم به الآن".
ويقول الكتاب، إن الأمير تشارلز يشعر "بقلق فطري"، وأن مقره في كليرانس هاوس حيث يعمل 161 موظفًا، يشهد نزاعات على المناصب المسؤولة.
وتضيف، أ ن الرئيس كما يسميه موظفوه، يتردد في إخفاء آرائه ومواقفه حول قضايا، من بينها العمارة والدين والزراعة العضوية والتغير المناخي.
وصرح للمؤلفة "أنا أختار فقط أصعب التحديات لأنني أريد شحذ التطلعات وإعادة إحياء الأمل بين أنقاض اليأس، وأن أصنع الصحة من الحرمان".
وتضيف الكاتبة، التي تصف تشارلز بأنه "رجل صاحب رسالة، وفارس لديه مهمة يسعى وراءها"، أنه رغم ذلك فإن تشارلز سيكون له دائمًا ناقدون يعتبرونه طفيليًا وشخصًا غريب الأطوار وعاشقًا للطبيعة".
ويتردد أن الأمير فيليب والد الأمير تشارلز، يعتقد أن ابنه يتصرف بأنانية، لأنه يضع المسائل التي تثير شغفه الفكري فوق واجباته الملكية.
وأكد كليرانس هاوس، أنه لم يصرح بتأليف كتاب السيرة، ويحتفظ بحق اتخاذ إجراء قانوني، وقالت متحدثة باسم المقر، إن التكهنات بشأن الدور المستقبلي لأمير ويلز كملك تنتشر منذ عقود، وهو أمر لم نعلق عليه ولن نعلق عليه الآن.
وسمح لمايير، بإجراء مقابلة قصيرة مع تشارلز، وهي تستشهد بالعديد من أصدقائه المقربين والمساعدين والمعارضين دون الكشف عن أسمائهم.
ويستخدم ناقدو الكتاب بشكل مماثل، هؤلاء الأشخاص المجهولين، لدحض الكثير مما جاء فيه.
ونقلت صحيفة "ديلي تليجراف"، عن مصدر قوله "ما يقوله الناس الذين يزعمون أنهم يعرفون ما يفكر به (الأمير) هو مجرد تكهنات".
وقال محرر الكتاب دبليو إتش إلين، إن الكتاب يكشف عن رجل يتطلع إلى السعادة، لكنه لا يزال مدفوعًا بالقلق، وملهم بالآراء الشغوفة التي تعني أنه لن يكون أبدًا بعيدًا ومحايدًا كوالدته، والمشكلة هي أنه في بريطانيا، فإن الملك يتولى العرش لكنه لا يحكم البلاد، حيث تمسك الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا بالسلطة الفعلية.
ومن المؤكد، أن التكهنات بشأن تصرفات الأمير، ستظهر مجددًا الشهر المقبل، عندما تقرر المحكمة العليا ما إذا كانت الرسائل الخاصة التي كتبها الأمير بخط يده إلى وزراء الحكومة، والتي تعرف بـ"مذكرات العنكبوت الأسود"، بسبب كثرة الحواشي في صفحاتها، يجب أن تنشر على العلن.
وتسعى صحيفة "جارديان" إلى نشر تلك الرسائل، وتشتبه في أن الأمير تشارلز يحاول ممارسة نفوذ على وزراء الحكومة خارج نطاق صلاحياته.
وصرح روبرت جوبسون، الخبير في الشؤون الملكية لوكالة "فرانس برس"، أن الجدل حول الأمير تشارلز، هو زوبعة في فنجان، حيث أن الأمير مدرك للواجبات المترتبة على تسلمه العرش أكثر من أي شخص آخر.
وقال جوبسون، محرر الشؤون الملكية في صحيفة "لندن إيفننج ستاندرد"، إن كون الأمير ناشطًا في عدة مجالات، ليس مشكلة في الوقت الحالي، لأنه ليس الملك.
وأضاف "لو تصرف بمثل هذه الطريقة عندما يصبح ملكًا، وتحدث بهذه الصراحة، فإن ذلك قد يمثل مشكلة، ولكنني لا أتوقع أن يحدث ذلك".