بالتزامن مع تقليد المسحة المقدسة خلال تتويج الملك تشارلز الثالث، ملك إنجلترا، ظهرت واحدة من الفنون المصرية القديمة، وهي الرسم باستخدام القماش المعروفة بـ«فن الخيامية»، واستخدم غطاء يضفي عليه جمالًا في المكان الذي دخله الملك ليخضع للتقليد التاريخي.
حنفي محمود المعروف بـ شيخ الخيامية، تحدث لـ«الوطن»، عن الحرفة التي تعلمها قبل عشرات السنين في سن صغيرة، وورثها عن جده، قائلًا: «اتعلمت الحرفة دي على يد واحد من كبارها، وهو الحاج مصطفى كمال، وهو اللي علم أغلبية الناس اللي موجودة حاليًا، وقدرنا على يده نعرف كل أسرار الحرفة اللي فيها هوية مصرية وفن أصيل».
لكل حرفي طريقة تميزه
لا يعمل صناع الخيامية بطريقة واحدة وفقًا لـ«محمود»، بل هناك ما يميز كل حرفي عن غيره، مؤكدًا خلال حديثه لـ«الوطن»: «حرفيين الخيامية نوعين، الأول رجل تقليدي بيروح ورشته ويعمل رسومات من زخارف فرعونية وإسلامية وكلمات بالعربية عشان يدور على رزقه، والثاني هو اللي بيفكر ويضيف ويبدع في المهنة ويضيف لمسته الخاصة على كل قطعة وتكون حاجة بتاعته هو».
جزء من الهوية المصرية
وعن الاستعانة بفن الخيامية خلال تقليد مسحة الزيت المقدسة في تتويج الملك تشارلز، عبر عن فخره قائلًا: «هي دي مصر وده فنها الحقيقي، والحرفي المصري من أهم الحرفيين في العالم، وكمان الشغلانة دي فيها اللي بيميزك، وأنا بطبعي بحب الاختلاف وبشتغل على اللي بيميز شغلي، وأول حاجة حبيتها في المهنة أنها بتعبر عننا، وأنا بفضل أرسم على حاجة جديدة مش بس الورقة والقلم، ولما رسمت أول مرة على القماش كانت الرسومات جزء من هويتنا زي المياه والشمس والطيور والمراكب في النيل».
الخيامية جمال يبقى للأبد
وأكد عارف محمد، أحد كبار صناعة الخيامية، أنّ المهنة تعود إلى عهد الفاطميين، ودور الصانع المصري فيها أعطاها جمالًا يكفي لمئات السنين، ولا يستطيع شيء أن يقف أمام هذا العطاء، لأن سر المهنة حبها، ولذلك كان العرب والعجم على مر السنين، يأتون إلى مصر للحصول عليها ويعلمون أنّ صانعها يتقنها.
وأكد خلال حديثه لـ«الوطن»، ضرورة أنّ يكون هناك اهتمامًا بهذه المهنة، خاصة من خلال القائمين على السياحة في مصر، لإدراج أسواقها في أكثر من مزار سياحي، كي تعطيها فرصة لانتعاش والازدهار.
تعليقات الفيسبوك