للاستماع إلى المقال
أداء صوتي: كريم عثمان
كام مرة لاحظت أو سمعت من حد من صحابك أن الكلام اللي كان بينه وبين شخص تاني في الحقيقة أول ما دخل على السوشيال ميديا لقى إعلانات عنه مغرقة الدنيا، أو كام مرة وأنت معدي جنب مطعم أو قعدت في كافيه ولقيت «جوجل» باعتلك إعلانات عن أماكن كافيهات حوليك، أو وقت نغنغة أول الشهر ضربت في دماغك تطلع تطبيق شركة من شركات التوصيل أو تطلب أوردر من مطعم كنت بتحلم بيه طول الشهر قبل ما تقبض، وبمجرد ما طلبت الأوردر لقيت إعلانات عن مطاعم مشابهة بتطاردك.
السوشيال ميديا بقت «قرينك يا زواوي»، فين ما تروح هتلاقيها وراك وراك، تدخل تكلم صاحبك في كلمتين سر، تلاقيها فضحاك في الإعلانات، تفك الكيس وتفكر تشتري هدمتين لزوم الصيف وفورمة الساحل، تلاقي إعلانات شركات الملابس بتجبلك ذوقك اللي جوا دولابك اللي في أوضة نومك المحندقة اللي في بيت دورين جوا زقاق متفرع من حارة متوصل بشارع مفيش غير أنت وجيرانك بيعدوا منه.
طب إيه الحكاية؟ الحكاية ببساطة أننا متراقبين، أه متراقبين، فتحت بقك كده ليه! أنت لسه بتفكر إزاي ومين وليه، لما تتكلم أنت وصاحبك على قهوة بلدي في شارع المواردي في السيدة زينب بيبقى قدامكم إيه؟ لاء مش المشاريب، موبايلك وموبايله، الموبايلات دي عليها تطبيقات، التطبيقات وأنت بتسطبها بتظهرلك اتفاقية، ايوااا الكلام الكتير ده اللي محدش بيقراه، اللي مبتخدش بالك منه أن الاتفاقية دي بتنص على أن التطبيق بيستخدم مكانك وبيسجلك صوت وليه صلاحية كمان أنه يستخدم كاميرتك، هيحتاج إيه تاني أكتر من كده عشان يبقى عارفك وعاجنك وخابزك!
الصلاحيات اللي محدش بيقراها في غاية الخطورة، يعني مثلا لما تلاقي تطبيق عارف مكانك يقدر يبعتلك إعلانات لمطاعم أو كافيهات أو نوادي أو كورسات.. وغيره في المنطقة الجغرافية أنت فيها، لما بتدور على تي شيرت يعجبك على «جوجل» تلاقيه بيبعتلك كل الأشكال والأنواع اللي تخطر على بالك في الإعلانات، ويبدأ يطاردك وأنت وصمودك قدام هذا الطوفان من الإعلانات.
التطبيق يهيأ لك إنه مجاني وهو تحميله فعلا مجاني، لكن اللي أنت مش بتاخد بالك منه إنه بيطلعلك طول الوقت إعلانات عشان يقدر يغطي تكاليفه ويحقق أرباح، وكل ما زاد عدد التحميل وفضلت صاحي نايم واكل شارب على التطبيق هتزيد إعلانات التطبيق وهيتنغنغ صاحبه، دي المعادلة ببساطة، فخد بالك قبل ما «تمضي يا أشول».