عضو مجلس النواب: «30 يونيو» أنقذت الوطن العربي من التفتت.. وشاركت فيها مع ابني وحفيدي
فريدة الشوباشي
قالت الكاتبة الكبيرة فريدة الشوباشى، عضو مجلس النواب، إن ثورة 30 يونيو كانت ضرورية لإنقاذ مصر؛ لأنها كانت على حافة الهاوية والتشتت، كما أنها سدت كل الأبواب فى وجوه الذين خططوا لتقسيم مصر وتفكيك المنطقة العربية، وأنقذتنا من الهلاك الكبير. وأضافت «الشوباشى»، فى حوار لـ«الوطن»، أنها شاركت فى مظاهرات التحرير مع ابنها وحفيدها من أجل مصر، مشيرة إلى أن الأجندة التى سعى لها جميع رؤساء أمريكا هى تفكيك الوطن العربى، واختاروا جماعة الإخوان لإنجاح مخططهم وتحويل مصر دولة للخلافة الكبرى، منوهة بأن الرئيس السيسى قائد يعبر عن الشعب، وأعظم ما قاله إن «الإرادة المصرية لن تعلو عليها أى إرادة أخرى»، فهو هدية وفخر لمصر والوطن العربى.. وإلى نص الحوار:
بداية.. لماذا كانت ثورة 30 يونيو ضرورة لإنقاذ مصر؟
- ثورة 30 يونيو كانت ضرورية لإنقاذ مصر، لأنها كانت على حافة الهاوية والتشتت، والذين جاءوا لحكم مصر قالوا علانية إنهم يدعمون مخطط الأمريكان، الذى يتجه فى طريق تشتيت الدول العربية وتحويلها لدويلات وتفكيك الوطن العربى، وكان هذا مخططهم الواضح والمعلن ولم يخفوه، ولكن جاءت ثورة 30 يونيو وسدَّت تلك الأبواب فى وجوههم وحمت الوطن وحافظت على تماسكه وقوته، وأنقذتنا من الهلاك الكبير، ولم تكن الثورة منقذة فقط لمصر، بل للعالم العربى بأجمعه.
فريدة الشوباشي: الذين جاءوا للحكم قالوا إنهم يدعمون مخطط الأمريكان.. والثورة سدَّت كل الأبواب فى وجوههم
ما شهادتك على يوم 30 يونيو 2013.. أين كنتِ وما مشاعرك؟
- هذا اليوم كان تاريخياً فى حياتنا، وأعتبر ثورة 30 يونيو أعظم ثورة فى تاريخ البشرية، لأنها أنقذت الإقليم كله وليس مصر فقط كما ذكرت، وفلتت من مخطط التشتت والتفرقة والحروب الأهلية التى كانت تهدد الوطن، ولم أتردد فى النزول والمشاركة برفقة ابنى وحفيدى، وكنا جنباً إلى جنب مع الشعب المصرى، الذى التف حول هدف واحد وتوحدت صفوفه، ودائماً أنا فى خدمة وطنى لتحقيق الأمان والاستقرار، ودائماً يبهر الشعب المصرى العالم برقيه ومظاهراته السلمية التى يخرج بها عندما يشعر أن بلاده أصبحت فى خطر ولإعادة القيادة السياسية إلى مسارها الصحيح منذ فجر التاريخ وحتى الآن.
الرئيس السيسي استطاع إعادة بناء مصر الحديثة من الداخل
ما أهم إنجازات ثورة 30 يونيو من وجهة نظرك؟
- الأجندة التى سعى لها جميع رؤساء أمريكا لتفكيك الوطن العربى، واختاروا جماعة الإخوان لإنجاح مخططهم وتحويل مصر لدولة للخلافة الكبرى، تم القضاء عليها تماماً مع خروج الشعب للتعبير عن رأيه، ونجحت الثورة فى عودة الأقطار العربية مرة أخرى والسعى لتماسكها وإعادة نهوضها مرة أخرى، وشاهدنا جهود مصر مع سوريا وليبيا والعراق من أجل لم الشمل بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، رجل البناء وليس الهدم، يسعى للوحدة لأنه يؤمن بأن الضمان الوحيد لبقائنا وحدة الدول العربية.
هل ترين أن الحوار الوطنى من ضمن إنجازات ثورة 30 يونيو؟
- بكل تأكيد، لأنه من ضمن نتائج الثورة الإيجابية، وخطوة مهمة لوصول مصر لبر الأمان، لأن الرئيس الراحل حسنى مبارك حين أخبروه أن الشعب يعانى قال «خليهم يتسلوا»، والنتيجة شاهدناها جميعاً، لكن ما نتابعه اليوم يدل على أن هناك قيادة سياسية تسعى لتلبية مطالب الشعب، والوصول بالوطن لبر الأمان وفى طريقها نحو التقدم، وأن الجمهور هو الترس الحقيقى الذى أجمع على الثورة ونجحت بسبب إرادته ووجدت نفسى فى الشوارع مع الناس أدعم مطالبهم، لأننى مواطنة مصرية وأحب بلادى وأدعم أى قرار فى صالحها، والحوار الوطنى دليل على نجاح الثورة ويؤكد أهميتها ويسعى لاستكمال أهدافها ومواصلة النهوض والتنمية والحفاظ على هذا الوطن، لأنه للجميع، وشاهدنا مشاركة جميع الأطياف والقوى السياسية فى جلسات الحوار الوطنى ومناقشة الموضوعات والقضايا المختلفة.
ماذا شعرتِ لحظة وصول الإخوان للحكم وإعلان محمد مرسى رئيساً؟
- جمعنى لقاء مع الكاتب الكبير الراحل محمد حسنين هيكل، عقب تولى جماعة الإخوان الحكم، وشاهدنا أن الحكم لديهم ليس هو الهدف فقط، وأن هدفهم الأكبر إعلان دولة الخلافة، وشعرت بحزن شديد لأننى رأيت أن الذى يحكمنى ليس مصرياً، وقلت لـ«هيكل»: «لم أتصور أن الذين حاولوا اغتيال عبدالناصر، رمز الشموخ والكبرياء والاعتزاز والوطنية، سيكونون بهذه البشاعة، رد وقال لى ولا أنا»، ما فعلوه فاق كل توقعاتنا من شر وغل، يومياً كنا نتلقى أخباراً عن سقوط شهداء، ونواجه فتناً ودعوات لتحريم تهنئة المسيحيين وما شابه ذلك من أمور تدعو لفتنة طائفية وحروب أهلية، وشعرت بارتياح حين «خلصنا» منهم، وأطالب بحملة توعية تبدأ من الحجر للسماء، لأن الذى حدث لها لم يكن فى عام حكم الإخوان فقط، بل بدأ فى عام 1928 حين استدعى البريطانيون حسن البنا ليطبق مفهوم «فرِّق تَسُد».
شاهدنا إنجازات السيسي منذ توليه الحكم والمشروعات القومية وآخرها دعوته للحوار الوطني
ما أهم الأخطاء التى ارتكبها الإخوان وأدت إلى سقوط حكمهم سريعاً؟
- فى رأيى أن أهم أخطائهم أنهم لم يأتوا لحكم مصر، بل كان هدفهم إعلان مصر دولة للخلافة الإسلامية، ودعم أفكارهم ونشر مخططهم، وإذا صبر الشعب على حكم الإخوان لضاعت مصر، لأن الدين لله والوطن للجميع، وشاهدنا جميعاً حين قال هنرى كيسنجر، وزير الخارجية الأمريكى الأسبق، إن أكبر ضمان لبقاء إسرائيل فى المنطقة العربية هو تفتيت المنطقة لدويلات عرقية وطائفية عن طريق الربيع العربى.
كيف استقبلتِ خطاب 3 يوليو التاريخى؟
- شعرت بأننى أمام قائد يعبر عنى وعن باقى الشعب المصرى، وأعظم ما قاله أن الإرادة المصرية لن تعلو عليها أى إرادة أخرى، فهو هدية وفخر لمصر والوطن العربى، ويسعى للبناء والحفاظ على تماسك الوطن والوحدة العربية، ووجوده منحنى الأمل واليقين بأن الوطن سيعود وستسترد مصر مكانتها، فهو استطاع إعادة بناء مصر الحديثة من الداخل وشاهدنا الإنجازات التى حققها منذ توليه الحكم والمشروعات القومية وغيرها، وآخرها دعوته للحوار الوطنى.
دور المرأة المصرية
دور المرأة المصرية يتلخص فى أنها أم لكل الشباب الذى يحمى مصر، فهى من غرزت بداخلهم حب الوطن والانتماء، ومن ضمن الانتهاكات التى تعرضت لها المرأة فى ظل حكم الإخوان وكافحت لاسترداد حقوقها ومكانتها، التعامل معها على أنها عورة ولا بد أن تجلس فى البيت وليس من حقها أن تحظى بفرصة العمل وتحقيق الذات، رغم أن الله خلق الإنسان دون التفريق بين نوع وآخر، كيف يتجرأ بعضهم على الخالق الذى أودع المرأة الرحم لتنجب وتعمر الكون، لو لم تلده المرأة لكان عدماً ولم يأت لهذا الكون، فكيف تكون هذ النظرة الدونية؟! وجاءت ثورة 30 يونيو لتسترد للمرأة كرامتها ومكانتها فى المجتمع، ومحاربة جميع الأفكار الظلامية التى كانت تروج إلى أنه لو أظهرت المرأة جزءاً من شعرها على زوجها أن يشكك فى نسب أطفاله منها، وكل هذه الأفكار تتنافى مع القيم الإسلامية العظيمة، التى تدعو للعدالة والطهارة والقيم النبيلة.