«دعمت زوجي وكنت أعلم أني سأخسره».. ماذا قالت جيهان السادات عن «كامب ديفيد»؟
جيهان السادات
غيرت أعمالها آراء العالم بشأن المرأة العربية ومهدت الطريق أمام السيدات الأوائل في المستقبل للعب دور أكثر نشاطًا في السياسة، وكانت للعديد من النساء وقتئذ مثالًا يحتذى به، خاصة عندما أقدمت السيدة جيهان السادات قرينة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، في عمر الـ41 عامًا، على العودة للدراسة والتسجيل في جامعة القاهرة لدراسة الأدب العربي، في نفس الوقت الذي كانت تعتني به بأبنائها الأربعة، لتحصل بعدها على درجتي الماجستير والدكتوراه في الأدب المقارن، وفي سنواتها الأخيرة، عملت كمحاضر بجامعات عريقة في القاهرة والولايات المتحدة، قائلة بأحد اللقاءات التلفزيونية «في أواخر الثلاثينيات من عمري، عدت إلى الجامعة لمواصلة الدكتوراه بعد أن أنجبت أطفالًا، من ألهمني؟ لقد فعلت»، وفقًا لموقع «بي بي سي» البريطاني.
أرملة بعمر الـ46 عامًا
وفي عام 1978، أصبح أنور السادات أول زعيم عربي يصنع السلام مع إسرائيل بعد سلسلة من الجهود الدبلوماسية التي توسط فيها الرئيس الأمريكي آنذاك جيمي كارتر، في نفس العام حصل هو ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيجن على جائزة نوبل للسلام، غير أن القرار آثار غضب التيار الإسلامي المتشدد الذي قادوا عدد من المظاهرات ضده، ومع اعتراف جيهان السادات بمفاجأتها بهذه الخطوة في البداية، غير أنَّها أكّدت أنَّها دعمت خطة زوجها الراحل حتى النهاية كما كانت تدعمه دائمًا، وفي تصريحات سابقة لها لصحيفة «جيويش كرونيكل» قالت: «جاءت فكرته للسلام بمثابة صدمة، ليس لي فقط، بل للعالم العربي بأسره».
اغتيال السادات
وبعد عامين من توقيع المعاهدة التاريخية التي تمّ الترحيب بها دوليًا ولكن أدانها العديد من حلفائه في العالم العربي، قُتل السادات برصاص مجموعة من المتطرفين الإسلاميين باحتفالات أكتوبر عام 1981، وقالت جيهان السادات في مقابلة مع «بي بي سي» في عام 2015، إنَّهما كانا على علم دائمًا بالمخاطر المترتبة على توقيع اتفاق السلام مع إسرائيل، وتتذكر أنَّها طلبت منه ارتداء سترة واقية من الرصاص لكنه رفض: «لم يهتم أبدًا بسلامته».
إرث السلام
كانت جيهان تبلغ من العمر 46 عامًا فقط عندما قُتل زوجها، وأمضت سنوات بعد رحيل السادات في محاولة للحفاظ على إرث السلام من خلال عملها في إلقاء المحاضرات حول العالم، وكتبت قبل 12 عامًا من وفاتها: « السلام، هذه الكلمة، هذه الفكرة هذا الهدف هي الموضوع الأساسي في حياتي أنا دائمًا آمل وأدعو من أجل السلام».
خطوة كثيرة على الصعيدين المحلي والإقليمي
دافعت السيدة جيهان السادات باستمرار عن قرار زوجها توقيع اتفاقية سلام مع إسرائيل في عام 1979 بعد ما يقرب من ثلاثة عقود من الحرب، وهي خطوة كانت مثيرة للجدل على الصعيدين المحلي والإقليمي، كون السادات اتخذ الخطوة الجريئة لبدء محادثات سلام مع دولة توحدت الدول العربية في معاملتها على أنَّها أكبر عدو لها: «سافر إلى القدس لاقتراح تسوية سلمية على الكنيست الإسرائيلي، ثم وقع لاحقًا على اتفاقيات كامب ديفيد، أول سلام معاهدة بين دولة عربية وإسرائيل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن والرئيس جيمي كارتر عام 1979».
جيهان السادات: اخترت دعمه وكنت أعرف أني سأخسره
وكتبت السيدة جيهان السادات في مقال رأي لصحيفة «وول ستريت جورنال» في الذكرى الثلاثين لاتفاقيات كامب ديفيد: «منذ أكثر من 30 عامًا، اتخذ زوجي خيارًا صعبًا ولكنه بسيط لجعل السلام أولويته السياسية والشخصية»، «اخترت دعمه بنسبة 100 في المائة على الرغم من أنني كنت أعرف أنني سأخسره».
جيهان السادات: كنت أتوقع قتله
تمّ إطلاق الرصاص على الرئيس السادات وكانت جيهان قريبة منه مع أحفادها، وقالت للصحفيين بعد ذلك إنَّها شاهدت الهجوم وهو يتكشف وحاولت الوصول إلى زوجها، لكن حارس أمن دفعها أرضًا، وتمّ نقلها بطائرة هليكوبتر مع أنور السادات إلى المستشفى، إذ حاول الجراحون إنقاذ حياته، «كنت أتوقع قتله لقد كان صريحًا جدًا، لكن زوجي لم يتوقع ذلك أبدًا، كان زوجي يعرف ما يحدث وكانت كلمته الأخيرة لا، رفض ارتداء سترة واقية من الرصاص، معتبراً ذلك غير رجولي».
كرسي أنور السادات للسلام
وفي عام 1997، أنشأت جيهان السادات «كرسي أنور السادات للسلام والتنمية» في جامعة ميريلاند تخليدًا لذكرى زوجها الراحل، ونُقل عن جيهان السادات قولها على الموقع الإلكتروني الخاص بالكرسي: «لا أريد أن أرى مرة أخرى وجه طفل جائع أو أسمع بكاء أم فقدت ابنها في الحرب، السلام هذا ما بذل زوجي حياته من أجله، وأريد أن يعرف العالم أنه لم يمت عبثًا، السلام هذا ما سيجعلني سعيدة جدا».
توفيت متأثرة بمرض السرطان
جيهان صفوت رؤوف ولدت في أغسطس 1933 في القاهرة لأب مصري من الطبقة الوسطى وأم بريطانية في عام 1949، وتزوجت من أنور السادات، ضابطًا عسكريًا في ذلك الوقت، وشغل فيما بعد منصب رئيس مصر من عام 1970 حتى اغتياله من قبل متطرفين إسلاميين في عام 1981 وأنجب الزوجان أربعة أطفال: البنات نهى وجيهان ولبنى وابنها جمال، وتمّ الإعلان عن وفاتها عام 2019 متأثرة بإصابتها بمضاعفات مرض السرطان ولم يتمّ الكشف عن مزيد من التفاصيل حول مرضها، وفقًا لما ذكرته صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية.