مساعد وزير الخارجية الأسبق: الرئيس استطاع تحقيق توازن في العلاقات الدبلوماسية مع دول إفريقيا
السفير جمال بيومى
قال السفير جمال بيومى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن «مصر استعادت قيادتها للقارة الأفريقية، خاصة بعد تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى الحكم منذ 10 سنوات».
وأضاف «بيومى»، خلال حواره لـ«الوطن»، أنه بعد ثورة 30 يونيو استطاعت مصر أن تعود إلى القلب الأفريقى، حيث أصبحت صوت القارة، وقادرة على التعبير عن رأيها وحقوقها أمام المنظمات والمؤسسات الدولية.
كيف ترى الدور المصرى فى أفريقيا منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى؟
- استطاعت مصر منذ بدايات حكم الرئيس عبدالفتاح السيسى أن تستعيد علاقاتها الخارجية مع القارة السمراء، كأقدم دول أفريقيا وأكبرها اقتصاداً وسكاناً، وحرصت على وجود تمثيل دبلوماسى لها فى كافة العواصم الأفريقية، فخلال بداية الألفية الحالية عانت مصر من انقطاع العلاقات الدبلوماسية مع أفريقيا بسبب بعض الأحداث السياسية، التى كان منها محاولة اغتيال الرئيس الراحل محمد حسنى مبارك فى أديس أبابا، فلم يكن هناك أى تواصل دبلوماسى وكان هناك تهميش للتعاون الخارجى، لكن الرئيس السيسى استطاع أن يعيد الدبلوماسية مرة أخرى مع أفريقيا، فكان أول رئيس مصرى يسافر إلى لوساكا عاصمة زامبيا، كما أنه كان يعمل على تعميق وتوسيع العلاقات الدولية مع مصر، وساعد على أن تعود إلى موقعها الطبيعى أن هناك قبولاً للوجود المصرى بشكل غير عادى، وهو ما شهدناه فى تجمع رؤساء دول جوار السودان فى القاهرة فى فترة زمنية قصيرة للغاية.
جمال بيومي: ثورة 30 يونيو أعادت مصر إلى أفريقيا وأصبحت صوتها دوليا
ما الإنجازات المصرية فى القارة، لا سيما فى المشروعات، خلال السنوات الماضية؟
- البصمة المصرية فى العلاقات الخارجية أصبحت ملموسة، لا سيما فى السنوات الأخيرة التى شهدت نشاطاً للزيارات الرئاسية للبلاد الأفريقية، وكان نتيجة لهذا إنشاء سفارات دبلوماسية فى جميع دول القارة لتسهيل عملية التواصل والتعاون بين البلدان الأفريقية، ومن أبرز هذه الجهود التى قدمتها مصر لأفريقيا رئاستها لمنظمتين كبيرتين، الأولى: رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى، والثانية: رئاسة مصر لمنظمة دول الكوميسا، اتفاقية السوق المشتركة لدول الشرق والجنوب الأفريقى، والتى تُعد واحدة من أبرز الأمثلة على قوة العلاقات المصرية الأفريقية، خاصة بعد تولى الرئيس السيسى رئاسة الكوميسا عام 2021، حيث كانت العلاقات الاقتصادية هى المدخل لتعزيز الروابط المصرية الأفريقية، بزيادة حركة الاستثمار والتجارة بين الدول الأفريقية، ونقل التجربة المصرية فى البناء والتنمية إلى دول القارة السمراء.
مصر دولة رائدة في إنتاج الطاقة وتصديرها وهو أحد أوجه التعاون مع القارة السمراء
كيف ترى اهتمام مصر بالتعاون مع الدول الأفريقية؟
- أفريقيا هى أكبر قارات العالم، وهى تمتلك ثروات هائلة، ومع ذلك فهى تضطر إلى دفع مبالغ طائلة لسداد الديوان والاستثمارات أكثر من العائد الذى تتلقاه، مما يجعلها تعانى تحت وطأة الفقر والجهل، وبعد ثورة 30 يونيو استطاعت مصر أن تعود إلى القلب الأفريقى، حيث أصبحت صوت القارة، وقادرة على التعبير عن رأيها وحقوقها أمام المنظمات والمؤسسات الدولية، كما أنها استطاعت تحقيق توازن فى علاقاتها الدبلوماسية مع الدول الأفريقية، سواء فى المجال السياسى أو الاقتصادى أو الثقافى، وعلى مدار السنوات الـ10 الماضية، استقبلت مصر من خلال قائدها الرئيس السيسى معظم رؤساء وزعماء القارة السمراء، حيث تجاوز عدد اللقاءات والزيارات الـ40 زيارة وجولة لأفريقيا فقط، أسفرت عن الكثير من الإنجازات منها التوقيع على الشراكة الجديدة لتنمية أفريقيا المعروفة باسم «النيباد».
حدثنا عن التعاون الاقتصادى بين مصر والدول الأفريقية وكيف يتم تطويره من خلال مبادرة «النيباد»؟
- مبادرة النيباد الأفريقية، والتى بدأتها 5 من الدول عام 2019 وكان على رأسها مصر، أصبحت اليوم تضم أكثر من 30 دولة، وهى تستهدف التنمية واغتنام الفرص ومواجهة التحديات الأفريقية وتحديث آليات تستطيع مواجهة المعوقات المختلفة، خاصة فى الفترة الحالية التى يعانى فيها العالم من أزمات دولية أبرزها الأزمة الروسية الأوكرانية، وجائحة «كوفيد - 19».
توفير الموارد المالية
منذ تولى مصر رئاسة الاتحاد الأفريقى قررت مواجهة الأوضاع المجحفة التى تمر بها القارة السمراء، وذلك بالاهتمام بعدد من القضايا الحساسة، تتضمن كيفية توفير الموارد المالية اللازمة لتمويل مشروعات التنمية، خاصة البنية الأساسية فى القارة الأفريقية، والتأكد من أن منطقة التجارة الحرة الأفريقية الشاملة التى تشمل كل دول القارة دخلت حيز النفاذ