أكلة الشلولو- صورة أرشيفية
من الطقوس المحببة للمسيحيين الأرثوذكس خلال فترة صوم السيدة العذراء مريم هو تناول أكلة «الشلولو»، التي تتميز بمكوناتها البسيطة وسرعة تحضيرها؛ لذا وبينما يصوم المسيحيون حاليًا صوم السيدة العذراء، والذي بدأ يوم الاثنين الماضي 1 مسرى وينتهي يوم 16 مسرى الموافق 22 أغسطس، يمكن الإشارة إلى كل ما يتعلق بأكلة «الشلولو»، وسبب تناولها خلال صوم العذراء مريم.
أكلات مختلفة توارثها أهالي الصعيد عن أجدادهم المصريين القدماء «الفراعنة» منذ آلاف السنين، كان من بينها «الشلولو»، التي يتم تناولها خلال فصل الصيف، وتتميز بمكوناتها البسيطة وسرعة وسهولة تحضيرها إذ لا يتجاوز وقت تحضيرها الـ10 دقائق، كما أنها لا تحتاج إلى طهي على النار، ولذلك أُطلق عليها في الصعيد عدة أسماء أخرى منها «أكلة الست على الفرشة»؛ أي أنه يمكن إعدادها في أي مكان وأي وقت بسهولة شديدة، إلى جانب أسماء «الشطيطة»، و«الملصمة».
ويمكن لأي شخص إعداد أكلة الشلولو في أي وقت وبسهولة شديدة؛ إذ أنها لا تستغرق وقتًا طويلًا ولا تحتاج إلى نار لطهيها، كما أن مكوناتها بسيطة للغاية ومتوفرة في المنزل، وهي ملوخية جافة «ناشفة»، ماء، بصل، ثوم، ليمون، وتقتصر طريقة تحضيرها على مزج هذه المكونات مع بعضها البعض، بحسب توضيح نادية جاد، ربة منزل بإحدى قرى مركز جرجا محافظة سوهاج، خلال حديثها لـ«الوطن»، مضيفة أنه يُفضل استخدام ماء بارد في إعداد الشلولو لكونه يمنحها مذاقًا أجمل.
وعن سبب تناول المسيحيون لأكلة الشلولو خلال فترة صوم السيدة العذراء مريم، أوضح أشرف أيوب، باحث قبطي، لـ«الوطن»، أن تناول الشلولو يعتبر أبرز وأشهر طقوس المسيحيين الأرثوذكس خلال صوم السيدة العذراء مريم وأن ذلك جاء نتيجة أنه أثناء مجيء العائلة المقدسة إلى مصر لم تجد العذراء مريم ما تأكله، فأعطاها البعض قليلاً من «الملوخية الناشفة»، فراحت تضع عليها ماءً وتتناوله، ومن وقتها راح المسيحيون يواظبون على إعداد هذه الأكلة وتناولها خلال فترة الصوم، إكرامًا للسيدة العذراء وسيرًا على خطاها، بل وأن البعض يجعلون أكلهم طوال فترة الصوم مقتصرًا على الشلولو والعيش الناشف.
يذكر أن صوم السيدة العذراء مريم هو أحد الأصوم السيدية في الكنيسة الأرثوذكسية، مدته 15 يومًا، تبدأ من 1 مسرى وتنتهي 16 مسرى، الذي يوافق عيد ظهور صعود جسد السيدة العذراء مريم إلى السماء، ويوافق هذا العام 22 أغسطس.
تعليقات الفيسبوك