تاريخ «صابر»: رخصة بيت دعارة وترخيص «جمل» فى شوارع المحروسة
صور زعماء صنعوا التاريخ، أفيشات أفلام شهدت ميلاد السينما، مجلدات تخطت المائة عام، ترخيص يسمح بإقامة «بيت دعارة»، وآخر باسم حمار مراد بك، بخلاف ترخيص سير جمل فى شوارع المحروسة يرجع تاريخه لعام 1873، هذا كله وأكثر وضعه صابر صادق على أرفف مكتظة بآلاف الأوراق والكتب والصحف القديمة فى محله الذى أصبح مقصداً لعشاق «القديم». ورث «صابر» هذا الكنز عن والده، كان يعمل معه منذ كان فى السابعة من عمره: «ناس كتير مهتمة بجمع الوثائق القديمة، خصوصاً ما يتعلق بالأسرة المالكة، ومش مصريين بس، فيه أجانب وعرب كمان»، مؤكداً أنه باع صورة مرسومة بالفحم للملك فؤاد بـ500 جنيه.
يتجول الشاب الثلاثينى فى أرجاء المكان. يده لا تكف عن البحث والتصنيف، هنا توجد أعتى الصحف التى لم يتبق من ذكراها سوى بضع صفحات قديمة، يحفظها فى أكياس من البلاستيك «النايلون»، وهناك مجلدات طالما تزينت بها مكاتب الباشوات والطبقة الأرستقراطية لينتهى بها المسار فوق أرفف «صابر» يعرضها للبيع لمن أرادوا الاستفادة منها: «بيجيلى ناس يعرضوا عليا شراء مكتبات خاصة ورثوها عن جدودهم، بالنسبة لهم هى مجرد ديكور لكن بالنسبة لى كنز أستفيد منه وأفيد بيه غيرى».
يتوقف «صابر» للحظات للرد على سؤال أحد رواد محله الصغير بسور الأزبكية، فتاة جاءت للبحث عن كتب فى علم النفس، وشاب أضناه البحث عن كتب القانون القديمة، بينما يتجول عجوز بين المعروضات باحثاً عن طلبه: «أى حاجة قديمة موجودة عندى، وعندى زباين من سنين طويلة مابتلاقيش حاجتها غير عندى».
الكتب القديمة صقلت «صابر» بخبرة فاقت سنوات عمره جعلته ينظر إلى ما يجرى حوله بنظرة من الماضى: «من عشرتى للقديم بشوف التاريخ بيعيد نفسه، واللى بيحصل فى عهد السيسى من جماعة الإخوان والجماعات الإرهابية المتطرفة نفس اللى حصل مع عبدالناصر».