ماراثون الانتخابات الرئاسية بدأ وسط اهتمامات متزايدة على جميع المستويات المحلية والإقليمية والعالمية.. الدولة المصرية تبذل قصارى جهدها من أجل انتخابات نزيهة وشفافة، والهيئة الوطنية للانتخابات وفرت كل الإمكانيات اللوجيستية والتقنية والإلكترونية من أجل التيسير على المواطنين والمرشحين لعمل التوكيلات الانتخابية فى سهولة ويسر.. الاستعانة بالتحول الرقمى والتقدم الإلكترونى ينسف كل ما أثير بأن فترة جمع التوكيلات غير كافية، ويبدو أن من رددوا ذلك ما زالوا يعيشون فى وهم التوكيلات اليدوية التى كان استخراجها من قبل يستغرق وقتاً طويلاً، ونسوا أن التحول الرقمى فى جميع مكاتب الشهر العقارى يمكنهم من استخراج الآلاف من التوكيلات فى سهولة ويسر وفى وقت قياسى.
وهذا ما رأيناه بالأمس فور إعلان الهيئة الوطنية للانتخابات عن فتح باب الترشح للانتخابات اعتباراً من ٥ إلى ١٥ أكتوبر المقبل، فقد سارع آلاف المصريين بالتوافد على مكاتب الشهر العقارى بالقاهرة والمحافظات لتحرير توكيلات للرئيس عبدالفتاح السيسى لتأييد ترشحه لفترة رئاسة جديدة فى رسالة تأييد ومبايعة من الشعب المصرى للرئيس، يردون بها على سيل الشائعات والأكاذيب التى صدعتنا بها جماعة الإخوان وتنظيمهم الدولى وأذنابهم فى الداخل والخارج للتشكيك فى العملية الانتخابية قبل بدايتها.
وردت الهيئة الوطنية للانتخابات على هذه الادعاءات الكاذبة، مؤكدة، على لسان رئيسها القاضى الجليل المستشار وليد حمزة، حرصها على نزاهة وشفافية الانتخابات التى ستجرى تحت إشراف قضائى كامل، حيث سيكون هناك قاضٍ لكل صندوق، ويسمح لوسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدنى بالمتابعة، وقال إن الانتخابات ستجرى بنزاهة وفقاً للدستور والمعايير الدولية، وإن قضاة مصر أهل للأمانة وسيديرون الانتخابات بضمير القاضى دون انحياز أو تمييز، مؤكداً أن الهيئة الوطنية للانتخابات سوف تقف على مسافة واحدة من جميع المرشحين وأن المشهد الانتخابى سيكون انعكاساً لمكانة مصر.
غالبية المصريين أعلنوا مبايعة الرئيس السيسى حتى يستكمل مشروعه الوطنى فى بناء مصر الحديثة وحتى يستكمل مسيرة الإنجازات التى قطع شوطاً كبيراً فيها والتى تصل إلى حد الإعجاز.. هؤلاء سارعوا لعمل توكيلات للرئيس السيسى للرد على ذلك التشكيك المحموم الذى يردده أعضاء الجماعة وأعضاء «الطابور الخامس» الذين خرجوا من جحورهم لبث سمومهم بمناسبة بدء ماراثون الانتخابات الرئاسية وكأنهم يرسلون رسالة للإخوان وتابعيهم مستحضرين المثل العربى القديم الذى يقول: «كيف آمن لك وهذه أثر فأسك؟»، فلن يُلدغ المصريون من نفس الجحر مرتين، والسيسى أنجز فى «مصر» ما لم يُنجز منذ عقود طويلة.
الاستحقاق الانتخابى بدأ ساخناً، وليس من قبيل الصدفة أن يطل علينا القيادى الإخوانى حلمى الجزار، القائم بعمل مرشد الجماعة، بعد ١٠ سنوات من الهروب والاختفاء فى لندن، ليتغزل فى المرشح المحتمل للرئاسة أحمد طنطاوى!!
ومن السذاجة أن نظن أن هذا الظهور المفاجئ لحلمى الجزار فى هذا التوقيت بالذات طبيعى ولا يحمل مآرب أخرى، خاصة إذا علمنا أن حلمى الجزار اختارته جبهة لندن للتنظيم الدولى رغم معارضة جبهة إسطنبول بقيادة محمود حسين منذ وفاة إبراهيم منير القائم بأعمال المرشد!!
المؤكد أن تصريحات حلمى الجزار لم تأت من فراغ، ولا يمكن أن نتعامل معها بمعزل عن تلك التصريحات التى غازل فيها أحمد طنطاوى جماعة الإخوان قبل أيام ووعدهم بأنه فى حالة فوزه بمنصب الرئيس ستكون له طريقة تعامل جديدة معهم والسماح لهم بالعودة كجمعية دينية، لا تلعب أدواراً سياسية!!
لا أستبعد أن تكون جماعة الإخوان الإرهابية قد عقدت صفقة انتخابية مع أحمد طنطاوى، وأن هذه التصريحات المفاجئة لنا ما هى إلا رسالة مثل الرسائل المشفرة التى كان قادتهم يبعثون بها من السجون خلال زيارات عبر ذويهم ثم يقوم أنصارهم بالخارج بفك شفراتها!!
قد تكون تصريحات حلمى الجزار بمثابة رسالة من الجماعة الإرهابية إلى خلاياها النائمة بأن هذا المرشح المحتمل هو مرشح الجماعة رغم اختلاف الأيديولوجيات!! ولمَ لا وصفحات التاريخ تؤكد أن الإخوان يتحالفون مع الشيطان فى صفقات ملعونة من أجل تحقيق مآربهم فى العودة إلى المشهد ولو عبر أبواب خلفية بعد أن لفظهم الشعب وألقى بتنظيمهم الإرهابى إلى مزبلة التاريخ؟!
لا يختلف اثنان على أن دعم الإخوان لأى مرشح فى هذا السباق الرئاسى بمثابة موت سياسى للمرشح إذا أعلن ذلك صراحة، فما بالنا بمرشح كشفت مصادر إعلامية بالصوت والصورة أن من بين أعضاء حملته الإعلامية شباباً منتمين للإخوان، أحدهم كان فى حملة عبدالمنعم أبوالفتوح.
نحن ندرك تماماً أن دعم أى مواطن لمرشح تحالف مع الإخوان يعد بمثابة خيانة للوطن لأن موقف الشعب المصرى ثابت من الجماعة ويعتبرها مثل الفاشية والنازية لا يمكن إرجاعها للمشهد بعد أن أصبح بينها وبينه دم وقطيعة أبدية تجعل التقرب من خفافيش الظلام تغريداً خارج سرب الوطنية.
الصفقة الملعونة التى تبناها القيادى الإخوانى الهارب حلمى الجزار، عبر قناة تليفزيونية إخوانية، تعيد إلى الأذهان صفقات سابقة نفذتها الجماعة فى عهود سابقة، فيجب ألا ننسى أن الإخوان هم من قتلوا السادات بعد أن أخرجهم من السجون وتجاوز عن جرائمهم وسمح لهم بالنشاط عبر جمعية دينية ومن خلال المساجد ومنحهم رخصة إصدار مجلة شهرية.
ويجب ألا ننسى أنهم عادوا بصفقة ملعونة بعد حادث المنشية بالإسكندرية الذى أطلقوا فيه الرصاص على جمال عبدالناصر فى عام ١٩٥٤ وارتكبوا جرائم إرهابية انتهت بإعدام كبيرهم سيد قطب، وعادوا بصفقات مع الحزب الوطنى فى عصر مبارك وحصلوا على ٨٨ مقعداً بمجلس الشعب،
بالتأكيد يعى الشعب المصرى جيداً كل هذا ويدرك حجم المؤامرات التى تحاك فى السر، وبالتأكيد سيكون رده فى الصندوق مدمراً لأى مرشح تحالف مع هذه الجماعة الإرهابية أو مع خونة الأوطان الذين يريدون العودة للحكم مهما كلفهم ذلك من تنازلات هى أقرب إلى رقصة «الاستربتيز»!!
سباق الانتخابات بدأ وأتمنى أن ينحى الجميع مصالحهم الشخصية ويضعوا مصلحة مصر نصب أعينهم.