ابتسامة عميقة كانت على وجوه المصريين، وكأن كل من يشارك فى التصويت للوطن الغالى يشكرون مصريى الخارج الذين سطروا ملحمة بالغة الروعة شهد لها العالم أجمع بالنزول رغم تساقط الثلج بلا توقف فى بعض المدن للإدلاء بأصواتهم لانتخاب رئيس للجمهورية، وكأنهم كانوا يريدون أن يشهد القاصى والدانى على من يسكن قلوبهم وهم يحملون صور السيسى، وجاء دورنا لنُسطر ملحمتنا بما تستحق المرحلة التى لم يسبق لها، وقلنا إننا مثلنا مثل أشقائنا فى الخارج.
وقد تابعنا نحن فى الداخل بفخر تمكننا من المتابعة لحظة بلحظة بجهد الإعلاميين المصريين وبنزاهة وحيادية إيجابية كان لـ«المتحدة» دور أساسى فيها.. الابتسامة الواسعة من أسوان إلى الإسكندرية تؤكد أننا نعيش أجواءً من الحرية المطلقة، ونشارك بملء إرادتنا فى اختيار رئيسنا، حتى نُكمل معه المشوار باقتناع كامل وترحيب صادق، لأننا شركاء.
الانتخابات الرئاسية تُسطر صفحة من ذهب فى تاريخ مصر، القيادة السياسية خلال السنوات الأخيرة مكّنت المرأة بشكل كبير على جميع المستويات، إذ تقلّدت الكثير من المناصب، وأصبحت هنا سفيرة ووزيرة وغير ذلك، مصر أعطت المرأة كامل حقوقها، وإزالة أى معوقات أمامها.
وقد ذكرت فى مقالى السابق «نحن هنا»، وسأعيد وأؤكد: أن الانتخابات تتم لاختيار الرئيس المصرى القادم بين أربعة مرشحين، أكدوا أن نزاهة الانتخابات وحرية التصويت دون أدنى تدخل من الدولة شهد عليها الجميع، وذلك إبان الملحمة الديمقراطية التى تشهدها مصر ومعها معظم الدول، والتى قام بها المصريون فى الخارج.
وكانت الفرحة تطفر من عيون هؤلاء، حيث تأكد جميعهم أننا نختار بحرية كاملة قائد الولاية الرئاسية القادمة وبوعى كامل بأننا شركاء، بمعنى أننا نفوض، بملء إرادتنا وكامل قناعتنا، الرجل الذى نثق ثقة مطلقة فى التعبير الصادق والتصميم الكامل عن إرادتنا، وذلك انطلاقاً مما وصلت مصر إليه فى السنوات التسع الماضية وكيف حما مصر من التفتت والشرذمة، كما كان مخططاً، فى ما يسمى الشرق الأوسط الكبير.