تحكى القصة أن اثنين من الرجال فى مجتمع بدوى اتفقا على خوض صراع بينهما لإثبات الجدارة. قررا أن يضع كل منهما إصبعه تحت ضرس الآخر، ويضغط كل منهما على إصبع خصمه، والخاسر هو من يعلن تألمه أولاً وعدم تحمله استمرار الصراع. مباراة صراعية بسيطة لإثبات الجدارة وترسيخ حق القادر على التحمل فى أن يكون صاحب المكانة.هذا الصراع نراه الآن فى غزة.
تكابر إسرائيل رغم خسائرها غير المسبوقة فى مثل هذه الحروب وتواصل عنادها مع الجميع ويعلن وزير خارجيتها أنهم سيواصلون تدمير غزة حتى بدون أى دعم دولى!
عار عليكم أن تكونوا دولة تزعم قوتها وغناها وتتوسلون وتتسولون الدعم الدولى من كبريات الدول الغنية والقوية فى العالم، بينما فدائيو فلسطين فى غزة انقطعت عنهم المياه والوقود والدواء وكل شىء تحتاجه الحياة ومع ذلك يقاتلونكم ويقتلونكم.إنها ليست حرب سلاح وعتاد، إنما حرب إرادات بين من يدافعون عن وطنهم ومن يغتصبون أوطان الشعوب، بين من يقاتلون بعقيدة مؤمنة ومن يقتلون بدون أى عقيدة مقبولة لأنهم يقتلون الأبرياء.
يستخدمون أساليب بربرية شفاء لغليلهم بعد 7 أكتوبر.إن أهل فلسطين فى غزة لم يعد لديهم ما يخسرونه بعدما دُمرت بلادهم تماماً، لذلك فمواصلة القتال لن تضيرهم كثيراً، سيكون هناك شهداء وضحايا للبربرية الصهيونية ولكن ذلك متوقع فهى مأساة كل الحروب والضريبة التى تسددها الشعوب لاسترداد الأوطان.
إن تصميم الأشقاء الفلسطينيين على مواصلة الكفاح والنضال من أجل وطنهم أمر يستحق التقدير والإعجاب، هم يرفضون أن يتألموا وأن يعلنوا أن «إصبعهم» لا يتحمل مزيداً من ضغط ضرس الاحتلال، هم صابرون حتى يتألم العدو ويعلن انسحابه من الصراع بعد أن هُزم، هو صراع إرادات وقدرة على تحمل العسير.
تجرى الحرب ضد عُزَل بينما يقف العالم مشاهداً وكأنها مصارعة «ديوك» ينظمونها بوحشية، يقف العالم الذى يدعى تحضره بينما يصارع الرجال وحوشاً كما كان يحدث إبان الدولة الرومانية «المتحضرة»!.
يتفوه الرئيس الأمريكى المترنح بكلمات لا معنى لها بشأن قلقه على أوضاع المدنيين فى غزة! ويطالب إسرائيل بأن تكون «حنينة» عليهم خلال قصفهم بالدبابات والصواريخ! وفى نفس الوقت يفتح مخازن أحدث الأسلحة لتدمير حياة شعب أعزل يكافح من أجل استرداد وطنه وسيادته.
أيها العالم.. عار عليكم جميعاً ما يحدث فى غزة.