ليس كل اليهود أشرار . بعضهم صالحون يتبعون في سلوكهم الطريق السوية ويساندون حق الفلسطينيين في دولتهم . من داخل إسرائيل ذاتها قد تجد من يعارض السياسات العنصرية والوحشية للحكومات الصهيونية التي تعمل بلا كلل لقهر وقتل الفلسطينيين ليس في غزة وحسب وإنما في كل الوطن الفلسطيني .نشرت جريدة " الشروق " مؤخرا عرضا لكتاب أصدره صحفي يهودي أمريكي هو ناثان ثرال بعنوان " يوم في حياة عابد سلامة " عرضت الزميلة منى غنيم الكتاب الذي أشادت به صحيفة " جارديان " البريطانية.
يتناول الكاتب واقعة انقلاب باص حدثت في الضفة الغربية ويصف تطور الأحداث السياسية والاجتماعية من خلال مواطن فلسطيني هو عابد سلامة .يتعاطف الكاتب مع الفلسطينيين وينتقد سياسات الحكومات الصهيونية خاصة حكومة نتنياهو التي يرى أنها عصفت بالكيان القانوني داخل إسرائيل كما تضرب بأي قواعد قانونية عرض الحائط . يتطرق الكاتب إلى جوانب حياة الفلسطينيين داخل الضفة الغربية وتحت قهر الاحتلال وأوضاعهم المتردية التي تتعمد الحكومات الصهيونية استمرارها لكي يبقى الفلسطينيون تحت الضغوط . وصف الكاتب الهيمنة الإسرائيلية على الفلسطينيين بأنها مطلقة وشاملة حيث يتم التعامل معهم باعتبارهم مشاكل يجب حلها بأي طرق.
الخلاصة أن ليس كل اليهود أشرار وعلى الأشقاء أن يستفيدوا من هؤلاء في توسيع حجم المساندة لدى الرأي العام العالمي واليهودي والإسرائيلي . على الجهود الإعلامية أن تستهدف اليهود غير المتشددين وغير الصهيونيين وكذلك الرأي العام داخل إسرائيل نفسها لتغيير مواقف وسياسات الداخل والرأي العام خارج في الكيان الصهيوني .وجد اليهود منذ آلاف السنين وهذا مدون في الكتب السماوية وفي كتب التاريخ وعلى مدى هذه القرون قدم بعضهم الكثير من الخدمات للعالم.
أقصد منهم العلماء والمفكرين والأدباء . فلا أحد ينكر دور فرويد أو كافكا أو غيرهما ممن ساهموا بفكرهم وعلمهم في بناء العالم , لكن علينا أن نفرق بين هؤلاء وبين العصابات التي قتلت الفلسطينيين واعتبرها الصهاينة بطولات لتحرير أرض الميعاد وصار رؤساء تلك العصابات رؤساء حكومات الكيان الصهيوني الاستعماري .صار العالم والحياة فيه معقدين , لذلك فإن إدارة الحرب مع العدو الصهيوني لا تكون بالسلاح الناري فقط , إنما لابد من استخدام الإعلام بشكل أكثر تأثيرا , ولابد من إنعاش الذاكرة " اليهودية " بما لاقوه من النازية , ولابد من تذكير الإسرائيليين بخطر استمرار الحرب واستمرار قتل الفلسطينيين بدون مبرر.