التدخل العسكرى البرى فى اليمن: مواطنون يؤيدون.. وخائفون يحذرون
تباينت آراء المواطنين بشأن إمكانية تدخل قوات برية مصرية فى اليمن، وأرجع المؤيدون للتدخل رأيهم إلى مراعاة الأمن القومى المصرى، وما يمثله الحوثيون من تهديد للمصالح الاستراتيجية المصرية، خاصة فى مضيق باب المندب بوابة البحر الأحمر الجنوبية، فيما أعرب آخرون عن تخوفهم من الانزلاق فى حرب غير محسومة العواقب، إضافة إلى الخوف على أرواح جنودنا المصريين إن قررت القيادة المصرية الاشتراك فى الحرب برياً. يعود عبدالودود محمد، سبعينى العمر، بذاكرته إلى الوراء، تحديداً قبل خمسين عاماً، عندما ذهب ضمن قوات الجيش المصرى للمشاركة فى حرب اليمن فى منتصف ستينات القرن الماضى ويقول: «كنا وقتها ثورجية ورايحين نساند الثوار هناك»، متذكراً زعامة مصر وقتها فى المنطقة العربية، التى يرى أنها كانت أحد الأسباب التى دفعتنا إلى المشاركة فى حرب اليمن ومساندة الثورة هناك، إضافة إلى دعم النظام الجمهورى المصرى حديث النشأة آنذاك، ما يتشابه -من وجهة نظره- مع ما يحدث الآن من صراعات فى منطقة الشرق الوسط مع اختلاف أطراف اللعبة»، ويرحب المحارب القديم بمشاركة مصر ضمن تحالف إقليمى فى اليمن فيما يعرف إعلامياً بـ«عاصفة الحزم»، ويرى أنها ضرورة لمواجهة النفوذ الإيرانى فى المنطقة الذى يتزايد يوماً بعد آخر، كما حدث فى العراق الذى تحول من دولة ذات حكومة وعاصمة سنية إلى شيعية تأتمر بتعليمات إيران وتسهم فى تنفيذ مخططها فى المنطقة العربية بعد سقوط نظام صدام حسين، لهذا السبب الذى يعتبره يمس الأمن القومى المصرى باعتبار مصر أكبر دولة سنية فى المنطقة، يرى ضرورة التدخل البرى فى اليمن إذا تطلب الأمر ذلك، مع تفادى الأخطاء التى حدثت أيام «عبدالناصر»، ومن أبرزها -كما يرى- ألا يقتصر الدخول البرى على الجيش المصرى فقط، كما حدث فى الماضى، مطالباً بمشاركة كل الدول التى تخوض الحرب وشاركت فى الضربة الجوية خلال الأيام الخمسة الماضية، أن تشارك أيضاً فى الزحف البرى.[SecondImage]
ويرى الجندى السابق، أن فكرة الرئيس عبدالفتاح السيسى بإنشاء القوات العربية المشتركة، تهدف إلى تفادى ما حدث فى الماضى، وأشار إلى وجود دول أخرى متضررة مما حدث وما زال يحدث فى اليمن بعد سيطرة الحوثيين على مقاليد الحكم فى البلد، وتابع: «لا بد أن تشارك فى التدخل البرى مع مصر، الضربات الجوية لها دور، والتدخل البرى له دور آخر من أجل فرض السيطرة وتحقيق الأهداف الحربية على الأرض لأن الضربات الجوية التى تنفذها دول التحالف العربى لم تؤت ثمارها بعد».[ThirdImage]
ويحذر وجيد أديب، من سكان شارع الجيش فى منطقة باب الشعرية، من خطورة تحمل الجيش المصرى لمخاطر الدخول البرى فى اليمن، خصوصاً أن المواجهات لن تكون مع جيش نظامى يسهل التعامل معه، وإنما مع ميليشيات مسلحة لديها دراية جيدة بالقتل فى جغرافيا اليمن المعقدة على عكس جنود الجيش المصرى، الذى يخوض الحرب دون أى خبرة سابقة له بهذه الجغرافيا الوعرة على حد وصفه، وطالب بتسليح القبائل اليمنية التى تقف ضد الحوثيين وتدعم الرئيس عبدربه منصور، ودعمها بغطاء جوى أثناء الهجمات التى تشنها على معاقل الحوثيين، كما يحدث الآن مع قوات البشمركة الكردية أثناء مواجهتها لتنظيم داعش بالعراق.
«الجيش المصرى الذى يضم جنرالات لديهم خبرة كبيرة بكل ما يحدث على أرض الوطن العربى، يستطيع تقييم الموقف واتخاذ الموقف المناسب» بهذا الكلمات، عبر نبيل رمزى، المهندس بالخط الثالث بمترو الأنفاق، عن موقفه من دخول القوات المصرية براً إلى اليمن، محذراً من خطورة التصعيد الشيعى الفارسى فى المنطقة على حساب المسلمين والعرب، مؤكداً أنه يدعم الموقف الذى يتخذه الرئيس المصرى ويدعمه فيه قيادات الجيش المصرى حتى لا نفاجأ بتهديد إيرانى مباشر لمصر ومصالحها، قائلاً «أنا لدى 2 من أبنائى فى الجيش الآن، لكن تحجيم النفوذ الإيرانى سيؤمن مستقبل شباب مصر والأجيال المقبلة لذلك لا أخشى عليهم إذا أرسلوا للمشاركة ضمن القوات العربية المشتركة للحرب فى اليمن».