فيرا محمود رفقة سانتا كلوز
قطعت آلاف الأميال، واستغرقت ساعات طويلة بين الدول وبعضها، حتى وصلت فيرا محمود في نهاية المطاف إلى جزيرة لوفوتين التابعة للنرويج، وهي آخر مكان يصلح للعيش في الجزء الشمالي من الكرة الأرضية، لم ترَ خلالها النهار طيلة مدة إقامتها في الجزيرة، نظرًا لأنّ الشمس هناك لا تشرق أبدًا خلال فصل الشتاء.
فيرا محمود تروي لـ«الوطن» كواليس المغامرة التي بدأتها قبل أيام في جزيرة لوفوتين، التي اختارتها نظرًا لطبيعة جوها الذي يختلف عن مصر وأوروبا كثيرًا خلال هذا الوقت من العام بسبب الطبيعة الجغرافية، وانطلقت خصيصًا من مصر حتى تشهد ظاهرة الليل القطبي المعروفة باسم Polar night، وشعرت بالتردد في بداية الأمر بسبب درجات الحرارة المنخفضة، إلا أنّها تغلبت على مخاوفها من العواصف الثلجية وبادرت بشراء الملابس الحرارية التي تساعدها على التكيف مع الأجواء الباردة هناك: «أنا جربت ظاهرة شمس منتصف الليل وحبيت أجرب ظاهرة الليل القطبي، ومسافرة لها مخصوص».
انطلقت الفتاة الثلاثينية من مصر تحديدًا في اليوم العشرين من ديسمبر الجاري، ووصلت إلى وجهتها في اليوم الثالث والعشرين، وتستغرق الرحلة داخل الجزيرة حوالي 13 يومًا، إذ واجهت «فيرا» أثناء السفر مشقة وصعوبة حتى تصل إلى لوفوتين، بسبب العاصفة الثلجية التي ضربت أوسلو عاصمة النرويج: «أنا أخدت وقت طويل أوي لأنّ المكان اللي أنا فيه مش سهل نوصله، وبنعدي على كذا ترانزيت، وكمان كنت مسافرة في وقت فيه عاصفة تلجية في أوسلو، فكل الطيارات كانت واقفة وبتتأخر أو بتتكنسل».
بدأت «فيرا» في زيارة مناطق الشمال في الأعوام الماضية، بدءًا من آيسلاند، وشمال النرويج التي شاهدت بها الشفق القطبي، وجزيرة سفالبارد التي عاشت بها تجربة شمس لا تغيب على مدار 24 ساعة، فارتبطت نفسيًا بمناطق شمال الكرة الأرضية، وأرادت استكمال التجربة بمشاهدة ظاهرة الليل القطبي، التي جعلتها تستمتع برؤية القمر طوال اليوم في ظلام دامس يستمر أيضًا على مدار 24 ساعة: «أنا مستغربة لأني شايفة القمر على طول ودي بالنسبة لي حاجة غريبة، خاصة أني بنام وبصحى بتكون الدنيا ليل، لأنّ الشمس مش بتشرق خالص، لكن في نص اليوم بيكون فيه daylight بيكون زي شعاع شمس وقت الفجر عندنا في مصر».
تجربة مثيرة وممتعة تعيشها «فيرا» حاليًا في ظل تغير ألوان السحب خلال ظاهرة الليل القطبي، التي شكّلت لوحة رائعة ووثقتها عدسة هاتفها، وفي ظل اختلاف التوقيت وسطوع القمر على مدار اليوم تعاني حالة من الأرق تجعلها مستيقظة على مدار اليوم: «أنا مبنامش خالص بس مش عارفة ده عشان أنا متحمسة ولا عشان اختلاف التوقيت، وطول الوقت بعمل أكتيفيتز وبدور طول الوقت إني أشوف الأورورا».
تجربتان لشمس لا تغيب على مدار اليوم، وأخرى لا تشرق أبدًا عاشتهما «فيرا»، إلا أنّها شعرت بمتعة أكبر مع ظاهرة الليل القطبي، خاصة وأنّها تعيش مشاهد جديدة لم ترَها من قبل: «أنا فيه كذا حاجة جديدة عليا وحاجات مش متعودين عليا مخلياني متحمسة أكتر المرة دي وحاسة الليل القطبي ممتع أكتر من شمس منتصف الليل، ودرجة الحرارة ساعات بتوصل لـ-20، لكن وأنا هنا وصلت لـ-13 بليل».
تعليقات الفيسبوك