فى ذكرى مباركة «ليلة الإسراء والمعراج» اختار الرئيس عبدالفتاح السيسى تقديم تهنئة خاصة ومميزة للمواطن المصرى فى شكل إعلان عن إجراءات هى أكبر حزمة اجتماعية صدرت بناء على توجيهاته.
صدق انحياز الرئيس للشعب بصفة عامة، والفئة البسيطة خاصة، كانت السمة الغالبة فى جميع خطاباته منذ اللحظة الأولى، وضع الشعب شريكاً فى المسئولية.. لم يخفِ عنه التحديات التى بدأت كنتيجة لأحداث 25 يناير 2011 بكل تداعياتها على الاقتصاد المصرى الذى ما كاد يبدأ التقاط أنفاسه حتى ألقت جائحة صحية آثارها السلبية على اقتصادات جميع دول العالم. ثم تبع انحسارها الحرب الروسية - الأوكرانية بكل تداعياتها الاقتصادية السلبية.
أخيراً تأثر مصر اقتصادياً نتيجة انفجار الأوضاع فى الشرق الأوسط مع بدء عملية طوفان الأقصى، ما أثر على مصادر دخل رئيسية مثل السياحة، وعائد قناة السويس نتيجة ضربات تنظيم الحوثى لسفن الدول التى تساند إسرائيل. الأهم أن يصبح قدر مصر مع كل هذه الأحداث المتتالية أن تتحمل آثار ضغوط اقتصادية نتيجة رفض القيادة السياسية، مع التوجه الشعبى العام، التفريط فى ثوابتها الوطنية والسيادية.
كما كان وزير الدفاع المشير عبدالفتاح السيسى، رئيس مصر فيما بعد، صادقاً وهو يحدد للشعب مسار الخروج من تداعيات 25 يناير 2011 عن طريق العمل الدؤوب وبذل المزيد من الجهد لتعويض التدهور الاقتصادى المصاحب للتقلبات السياسية الحادة التى عاشتها مصر، لم يفارق الصدق الرئيس عبدالفتاح السيسى وهو يؤكد للمواطن بتعبير مبسط أنه واحد منهم.. يشعر بنبض الشارع وهمومه وقضاياه.. فهى ليست بعيدة عن الرئيس. الأزمة الاقتصادية تحتل الأولوية بين القضايا التى يضعها على أجندة اهتماماته مهما تراكمت وتنوعت مسبباتها.
حزمة الإجراءات الاجتماعية التى أصدرها الرئيس جاءت لتؤكد أن كلمات التقدير والشكر التى طالما كرر الرئيس توجيهها للشعب على تحمله تبعات الإصلاح الاقتصادى تتجاوز المعنى الرمزى إلى إجراءات تترجم معنى هذه الكلمات فعلياً إلى واقع ملموس يدعم جميع فئات الشعب، وعلى رأسهم الأكثر احتياجاً وتضرراً من الأزمة الاقتصادية. انحياز الرئيس إلى هذه الفئة تحديداً لم يقتصر على الكلمات، لكنه ترجم إلى استجابة سريعة فى تأكيد جديد على اهتمام الرئيس بكافة شرائح وفئات الشعب دون استثناء، حتى العمالة غير المنتظمة تم منذ فترة قصيرة إنشاء صندوق خاص بها.
الكثير من بنود حزمة الإجراءات الاجتماعية امتدت إيجابياتها الاقتصادية إلى بُعد يشمل ظواهر اجتماعية شكلت سابقاً عامل قلق. البند الذى خصص 6 مليارات جنيه لتعيين 120 ألفاً من أعضاء المهن الطبية والمعلمين والعاملين بالجهات الإدارية الأخرى قطعاً سيحقق انفراجة كبيرة فى تخفيف أزمة البطالة.
تخصيص 15 مليار جنيه زيادة إضافية للأطباء والتمريض وأعضاء هيئة التدريس بالجامعات والمعلمين من شأنه الحد من هجرة الخبرات المصرية فى مجال الطب والتمريض والتعليم سعياً إلى فرص الحصول على عائد مادى أعلى فى الخارج. الإجراءات الاجتماعية وفرت لهم ظروفاً مادية أفضل داخل وطنهم، بالإضافة إلى الاستجابة لمطلب العاملين بالمهن الطبية عبر تخصيص زيادة إضافية فى بنود بدل المخاطر وبدل السهر والمبيت.
توجيه الرئيس السيسى للحكومة باتخاذ أكبر حزمة اجتماعية عاجلة لرفع العبء عن المواطنين جاء فى توقيت مناسب ومفصلى بعد جهود جادة وملموسة أصبحت تبذلها الحكومة لردع وإيقاف العابثين باقتصاد الدولة والمتاجرين بقوت البسطاء. أيضاً من البنود التى تستدعى التوقف عندها زيادة معاشات «تكافل وكرامة»، أضخم برنامج لتقديم المساعدات النقدية للأسر الأكثر احتياجاً، بما فيها الفئات غير القادرة على العمل والإنتاج.
وعى الشعب الكامل بانحياز الرئيس السيسى إلى مطالبه بالتأكيد سيقابل بالتقدير لاقتحام الرئيس هذه الحرب الاقتصادية التى بدأت بحزمة إجراءات حماية اجتماعية. من المنتظر أن تلى خطوة البداية إجراءات فورية أخرى فى شكل قرارات أخرى ستصدر لدعم المواطن. هذه الضربة الناجحة التى وجهتها هذه الإجراءات للتغلب على الأزمة الاقتصادية وما تعكسه من خطوات حاسمة للتخفيف من آثارها، وهذه الإجراءات المثالية والمدروسة تضع على الحكومة -تحديداً المؤسسات والوزارات المعنية بحماية المستهلك وضبط أسعار السلع- مسئولية مضاعفة كى تقطع الطريق على آفة الجشع التى قد تدفع بعض الانتهازيين إلى التلاعب بالأسعار الحالية للسلع.فالمنظومة المدروسة والمتكاملة التى أطلقها الرئيس يجب أن تقابل بنفس القدر من الجدية والمزيد من الجهود بمشاركة كافة الأجهزة الحكومية.
أخيراً، هذه الخطوة، التى ستتبعها إجراءات أخرى، دليل واضح أن الرئيس عبدالفتاح السيسى يمضى فى انحيازه إلى المواطن والصالح العام حين يقدم مثالاً يرتقى عن كل ما أثير فى الماضى حول الخوف من المساس بشعبية الرئيس.. فالقائد الصادق يستمد شعبيته الحقيقية من تواصله المباشر مع نبض الشارع والانحياز لمطالبه، وهو ما عبر عنه بكل حسم وجدية الرئيس السيسى فى الإجراءات التى أطلقها لرفع العبء عن المواطنين.