قيمة النقود أنها يمكن أن تمتلك بها أي شئ تريده في أي وقت يناسبك وفي أي مكان . فالقروش – قديما – وقبلها المليمات ! والآن الجنيهات يمكن أن تحولها إلى أي سلعة ترغب في شرائها , يمكن أن تأكل بها أو تتزين , أو تقتني الملابس أو تنتقل إلى مكان آخر . لذلك يعد المال أو النقود أهم وأقوى أسباب الصراع في الحياة.
صنف بعضهم المال كأقوى سبب للتنافس والصراع وربما يتقدم على السلطة في هذا المضمار .عرف الناس النقود منذ ما يقرب من خمسمائة عام قبل الميلاد كتوجه لتداول السلع بدلا من المقايضة التي استمرت أيضا لفترة طويلة بعد ذلك.
لكن تسارع وتيرة الحياة وانفتاح العالم على بعضه وزيادة الرحلات البحرية بين الدول المختلفة جعلت من المقايضة نظاما عقيما لا يفي بالغرض المأمول من التبادل التجاري والتعامل الاقتصادي.
جاءت النقود لكي تكون معبرا بفصل بين عمليتي البيع والشراء , فمن يريد أن يبيع , يحصل على النقود ومن يريد الشراء , يدفع النقود ولم يعد حتميا أن يمتلك إنسان سلعة أو ماشية لكي يحصل من خلال مقايضتها على سلعة أخرى.
اختلفت الآراء بشأن اختراع أول نقود ورقية , البعض قال إن الصين اخترعت النقود الورقية منذ حوالي 1100 عام بينما قال آخرون إن بريطانيا التي اخترعت النقود الورقية , وجاء هذا الاختراع بسبب خشية الناس من التجول بقطع ذهبية وسرقتها منهم , ومن التجار من كان يضطر إلى حمل كمية من الذهب لكي يشتري بها بضاعته وهو ما يمثل خطرا عليه.
وفي كل الأحوال فإن بريطانيا هي التي قالت بقاعدة الذهب وكان ذلك في أوائل القرن التاسع عشر وهي ببساطة تعني أن كل دولة يمكنها أن تحدد ما تملكه من ذهب وأن تصدر عملات ورقية بقيمة هذا الذهب مع تحديد قيمة كل ورقة نقدية ’ وهو ما يعني أن من يملك ورقة نقدية بقيمة معينة تضمن الدولة أنه يملك ما يعادل قيمتها ذهبا .لكن هذه القاعدة حطمتها أمريكا في عام 1971 من خلال مبدأ نيكسون الذي أعلن عدم التزامه بمبدأ الذهب ودفع العالم لكي يتعامل بالدولار واعتباره العملة الرئيسية للتداول التجاري بين الدول.
كانت قاعدة الذهب تقلل من قدرة الحكومات أو البنوك على اتخاذ قرارات من شأنها التسبب في ارتفاع نسبة التضخم في حالة إصدارها عملات ورقية بدون رصيد ذهبي , كما أنها تخلق حالة من الاستقرار في التجارة الدولية من خلال توفير نمط ثابت لأسعار الصرف.
أما العملة الصعبة فهو تعبير يتذكره كبار السن في مصر , ورغم أن تعبير " عملة صعبة " تعبير اقتصادي سليم يعرفه كل من يعمل في الاقتصاد إلا أن تداوله في العموم تحول إلى مصطلح يتعامل به تجار العملة ومن يرغبون في الحصول على بعض العملات الدولية ربما في حالة سفرهم للخارج .تعريف – العملة الصعبة , Hard currency– في المعاجم يعني : العملة التي يفوق الطلب عليها العرض في سوق العملات وتكون عملة مستقرة محليا وخارجيا وتحتفظ بقيمتها ولها ثقل ورصيد ذهبي يدعمها.
أي أن العملة الصعبة التي يسعى إليها العالم في كل زمان ومكان هي العملة القوية الموثوقة التي تعتبر ملاذا آمن للمعاملات الدولية وتكون قيمتها ثابتة نسبيا , ومنها الدولار واليورو والاسترليني والفرنك السويسري والين الياباني.
ورغم أن الاقتصاد الصيني قوي وكذلك الاقتصاد الروسي إلا أن عملتيهما ليستا من العملات الصعبة , ويشترط البعض لأن تكون العملة صعبة شروطا مؤسساتية وقانونية وبيروقراطية في الدولة صاحبة العملة التي يكون فيها استقرار طويل لعملتها وكذلك في أوضاعها السياسية والمالية وفي سياسات مصرفها المركزي.
والعملة الصعبة تستخدمها الدول والمستثمرون كتحوط لمحافظهم المالية ذات الأصول الخطرة والتي قد تكون عرضة للتحركات غير المتوقعة في الأسواق وذلك لتجنب مخاطر المعاملات الدولية . والعملة الصعبة يمكن صرفها بسهولة وفي كل الظروف لأنها عادة تكون عملات لدول متقدمة وراسخة اقتصاديا , وهي أداة استثمارية جيدة .