الحشاشون باطنيون والإخوان المسلمون أيضا
ما المقصود بـ«باطنيين»؟ هناك أكثر من معنى؛ الأول هو إظهار الباطنى عكس ما يُبطن، وعند الشيعة يسمونها «التقية». والثانى أن الباطنى يعتقد فى أن لكل شىء ظاهراً وباطناً، حتى كتاب الله.. له ظاهر وباطن.أما الظاهر فهو ما يُفهم من آياته.وأما الباطن فهو ما يُفهم من تأويل الآيات الظاهرة لمعنى غير ظاهر.لذلك يؤمن الشيعة بما يسمى «قائم الزمان».
وهو الإمام الذى يجوز له تأويل آيات كتاب الله.. واستخراج الأحكام منها. وللإمام -كما يقولون- إلزام باقى المؤمنين بتفسيراته وأحكام تفسيراته.
و«الحشاشين»، كما «الإخوان المسلمين»، إرهابيون. يقولون إنهم دعاة لله، لكنهم أهل سياسة وأهل حرب ومكيدة.
ظهرت «الحشاشين» حركة سياسية فى ثياب الدعوة لدين الله.كانوا كذابين.. فلا كانوا أهل الله ولا كانوا أهل دعوة. بالعكس.. خدع حسن الصباح أبناء الطائفة ووعدهم بالطريق للجنة.. مع أنه لا يملك الطريق إليها ولا مفاتيحها ولا يملك آخرته كما لا يملك أحد دنياه.لعب حسن الصباح بأدمغة أتباعه فزيَّن لهم الطريق إلى الله على هواه وعلى مزاجه.
استهدف «الصباح» الملك والحكومة، وكاد لكل من صادقه، ولعب على كل الأوتار فى الوقت نفسه. ناصر «الصباح» الإسلام وتحالف مع ملوك الحملات الصليبية ضد المسلمين، ثم عاد وتحالف مع الفرس ضد العرب، واستخدم الاغتيالات السياسية ضد العرب وضد العجم وضد الفرس وضد حتى أصدقائه.تنامت حركة الحشاشين وكبرت بالتزامن مع ضعف الخلافة الفاطمية فى مصر. يعنى لما ضعفت الدولة المصرية تزايد نجم الحشاشين وظهر، ولما عادت الدولة لقوتها تهاوى نجم الحشاشين حتى قضى عليهم قطز فى الشام، وقطع دابرهم التتار فى العراق.
تغير الدراما الوعى وتستهدف الأفكار.قصة الحشاشين وصعودهم وعلاقاتهم برموز الحكم وملوك الدول شديدة التعقيد، وما كان لتلك المرحلة التاريخية أن يعرفها أكثر الناس إلا من خلال الدراما.دراما الوعى غيّرت كثيراً فى الذهنية العامة للمصريين كما غيّرت فى العقلية الجمعية للعرب.
دراما الحشاشين أظهرت كمّ الشر الذى قد يكمن فى سوء تأويل آيات الله. وقدر ما يمكن استغلاله من مساحات الدعوة لمطالب السياسة وأهدافها.ليس كل من يقول إنه يقرأ كتاب الله قارئ لكتاب الله. وليس كل من دعا إلى مساجد الله.. داعياً لله