هيئة كبار العلماء: آراء منكري الدين فاسدة ولا تعتمد على منطق صحيح
من أقوال العلماء
أكّدت هيئة كبار العلماء التابعة للأزهر الشريف أن مَنْ ينكر شيئاً من صميم الدين لم يعتمد على قوانين المنطق الصحيح، بل اتبع آراء فاسدة من خلال اتباع واعتناق شبهات تربى في النفوس الضعيفة أذواقاً سقيمة.
واستندت الهيئة في بيان لها عبر صفحتها الرسمية بموقع «فيس بوك» اليوم، إلى ما كتبه الراحل الشيخ محمد الخضر حسين رئيس هيئة كبار العلماء، وأحد شيوخ الأزهر الشريف، بمجلة نور الإسلام (مجلة الأزهر حاليًا) في العدد الثاني من المجلد الأول في صفر 1349هـ، إذ قال: «أما الفريق الذين ينكرون أشياء من صميم الدين فلم يجئهم الجحود من ناحية البحث الدقيق والنظر القائم على قوانين المنطق الصحيح، وإنما سبقت إليهم في التعليم أو في الجلوس ببعض النوادي آراء فتقبلوها، وتراءت لهم شبه فاعتنقوها، والآراء الفاسدة والشبه المغوية تربِّي في النفوس الضعيفة أذواقًا سقيمة، ويكون لهذه الأذواق الحكم العاجل».
هيئة كبار العلماء
وأضاف الخضر، في مقاله الذي أعادت هيئة كبار العلماء نشره: «حتى إذا أنكرت حقًّا خيل إلى أصحابها أن إنكارهم صادف محزًّا وظلوا في جهالتهم يتخبطون، فقطع يد السارق أو السارقة -مثلًا- قد تنازع في حكمته بعض الأذواق الخاصة، ولكن الأحكام إنما يراعى فيها المصالح العامة، وفي قطع يد هذا الصنف من المجرمين مصلحة سنأتي على بيانها في مقام غير هذا».
حقائق الإسلام
واستكمل الخضر: «ولا ننسى بعد هذا أنَّ ما بلغه الغربيون من التقدم في العلوم والفنون قد جعل لهم في القلوب إكبارًا؛ وبلغ هذا الإكبار في بعض النفوس الصغيرة أن يفوه أحد الغربيين بكلمة يطعن بها في حقيقة من حقائق الإسلام فيتلقوها منه بمتابعة، ويحسبوها طعنًا صائبًا، ولا سيما الكلمات التي تصدر من طائفة يخرجون في زي الكتاب أو الفلاسفة».
أوهام الغافلين
وتابع: «إذ يقع في أوهام الغافلين أنه نتيجة نظر لا يعرف غير البحث والدليل، ويفوتهم أن في هؤلاء الكتاب من لا يزال في أسر تقاليده وعواطفه، وفيهم من يكون بارعًا في ناحية من العلم قاصر النظر في ناحية أخرى، وها نحن أولاء نقرأ نتائج أبحاثهم في موضوعات إلهيَّة أو تاريخيَّة أو اجتماعيَّة أو لغويَّة، فنرى فيهم من يتبع الظن الذى لا يغني من الحقِِّ شيئًا، وكان على نشئنا أن يعتبروا بالمناقشات التي تدور بين علمائهم أنفسهم، فإنها شاهد صدق على أن من علمائهم أو فلاسفتهم من يعتمد الرأي لمجرد الشبهة، ولا يبالي أن يسميه علمًا وهو لا يرتبط بعد بالحجة أو ما يشبه أن يكون حجة».