بناء الوعي المجتمعي، هي المعركة الكبرى التي خاضها الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ توليه رئاسة الجمهورية في 2014، وحتى يوم الناس هذا، فمن صاغ بيان 3 يوليو 2013 الذي حدد خريطة الطريق لثورة الثلاثين من يونيو، لم يغفل دور الإعلام يوما وأهميته في مجتمع يسعى لبناء مستقبل محفوف بالتحديات الداخلية والخارجية على الصعد كافة.
فالرئيس الذي وقف حينما كان قائد للجيش المصري في الثالث من يوليو 2013 يعلن عن التوافق حول "وضع ميثاق شرف إعلامى يكفل حرية الإعلام ويحقق القواعد المهنية والمصداقية والحيدة وإعلاء المصلحة العليا للوطن"، هو ذاته من ردد اليوم أمام الجميع حق الناس في المعرفة من خلال الإعلام، ومطالبة المسؤولين بمختلف مؤسسات الدولة لمخاطبة المواطنين عبر الإعلام، في إطار قواعد المصارحة والشفافية، وإشراك المواطن في صنع القرار، طبقا لنهجه الذي اتبعه على مدار مسيرته.
فما بين 2013 و2024، جرت في نهر الحياة المصرية مياه كثيرة، لم يغفل الرئيس يوما عن دور الإعلام، إشادة أو توجيه لوم، بل أنه كان في طليعة المسؤولين اشتباكا مع وسائل الإعلام بمداخلاته الهاتفية للحديث عن قضايا المواطن البسيط، وموضحا ومتصدرا لتوضيح الحقائق والرد على الشائعات بنفسه، ضاربا المثل والقدوة.
إيمان الرئيس بحق الإعلام، كان تعبيرا عن قناعة راسخة لديه بأنه البوابة لبناء الوعي المجتمعي، الذي يعد حائط الصد ودرع الحماية لكل الجهود المبذولة في طريق التنمية والانطلاق بالدولة المصرية إلى عهد الجمهورية الجديدة، وأن بالوعي فقط تستطيع مصر النهوض واجتياز مختلف التحديات من خلال تكاتف المصريين ووحدتهم وإدراكهم بمخاطر المرحلة وما تتعرض له الدولة على المستويات الداخلية والخارجية.
فما كان لمصر أن تستطيع اجتياز كل التحديات التي خاضتها منذ 2013 وحتى الآن، إلا بوعي حقيقي صنعته الدولة كتفا بكتف مع الإعلام الوطني الهادف للبناء لا الهدم، عبر استراتيجية متكاملة كان هدفها الرئيسي هو المواطن ومصلحة الدولة العليا، فتصدى الإعلام لأبواق الشر التي كانت تساند الجماعة الإرهابية في مخططها لنشر الفوضى والنكوث على منجزات دولة 30 يونيو بالإرهاب، وكان الإعلام هو الصانع لحالة التلاحم حول مشروعات الدولة الكبرى التي خططت بها مصر إلى عصر الجمهورية الجديدة بالتصدي للشائعات، كما كان الإعلام هو بوابة المعرفة والكاشف للتحديات التي تحيط بالحدود الاستراتيجية للدولة المصرية وكم المؤامرات التي تحاك ضد مصر.
دور الإعلام هذا ما كان له أن يتحقق دون دعم رئاسي ممتد، استطاع به أن يكون بوابة المعرفة للمواطن وأداته لبناء الوعي، ومن هنا يمكن أن نرى توجيه الرئيس للمسؤولين بالحكومة أن يخرجوا للإعلام ويتحدثوا ويكشفوا للمواطنين ما تم وما يتم وما سيتم في إطار منظومة متكاملة دفاعا عن حق الناس في المعرفة وتعزيزا للوحدة الداخلية بالوعي في لحظة مفصلية تمر بها المنطقة المحيطة بنا والتي تموج بالعديد من المخاطر، وما يشهده العالم من تغيرات كبرى.فالجهل بحقائق الأمور هو وحده عدو تلك الأمة، وتغييب المواطن بالشائعات هو وحده الخطر المحدق، طبقا لحروب الأجيال الحديثة التي لا تخوض المعارك بالأسلحة العسكرية التقليدية، فما كان للرئيس إلا تسليح هذا الشعب بالوعي من خلال الإعلام.