رسالة إلى جماعة الإخوان
السادة/ جماعة الإخوان المسلمين:
أعرف أنكم قوم ضيِّقو الأفق، هكذا يشى تاريخكم مع مخالفيكم، سواء فى الدين أم فى السياسة.. فأما أنكم قوم تمارسون السياسة فهذا حقكم شأنكم شأن جميع الأطياف من المصريين، أما أن تتخفوا وراء ستار الدين لتكوين جماعات ضغط اجتماعية بينما تمارسون تجارتكم من خلف ستار التقوى، فهذا لم يعد مسموحاً به هذه الأيام..
أدرك جيداً حجم المعاناة التى عانيتموها كجماعة فى سجون مبارك، رغم أن أغلب بطولات رجالكم المعتقلين كانت فى العضوية فى الجماعة نفسها، مثلما كان حال الرئيس الذى أفرزتموه منكم ليجلس على عرش مصر.. وليس معنى معاناتكم أن تعيدوا تصديرها إلينا، فداخل كل مقموع جلاد صغير يتأهب للوثوب للقمع هو الآخر، ولكن هيهات هيهات، فنحن لسنا نفس الشعب الذى تحمل ذل مبارك طوال هذه السنين.. لقد انكشف زيفكم مع أول ممارسة سياسية تصرون أنتم على خبزها بالدِّين ليصير حراماً علينا أن نتأفف من عفنها، فما أحلى السرقة باسم الله..
فى الوقت الذى تصدرون فيه نفسكم كجماعة تريد النهوض بالوطن، فلم نرَ منكم إلا غباوة سياسية فى معارك محسومة سلفاً كالنائب العام، ومن قبله حكم حل مجلس الشعب، الذى حاول الرئيس إرجاعه باسم الثورة، والثورة منه براء، ألا نامت أعين الجبناء. صاحب غباوتكم فقر فكرى مدقع، هل جاء منكم فكرة خلاقة فى أى مسار من مسارات التنمية التى تدفع المجتمع؟ أبداً. لم نسمع عن حلول ابتكارية -إن كنتم تملكون- فى أى من مجالات التعليم، الصحة، الصناعة، الاقتصاد، ولا حتى السياسة، التى تظنون أنفسكم تؤسسون مدرسة فيها بالصلاة على النبى فى كل خطبة، والترضى عن الصحابة فى المؤتمرات السياسية.
إن كنتم تعتقدون أننا نسينا أنكم قطيع، غنم مكاسب الثورة رغم أنه لم يبدأها، وظل متردداً للمشاركة مع أنصع معادن الشعب المصرى، ملتفاً ومتآمراً مع الطغمة السياسية الحقيرة التى صاحبت مبارك، فأنتم واهمون، فلن ننسى اجتماعكم مع «عمر سليمان» وأشباهه، إن كنتم تظنونا نسينا كيف كان الرئيس الحالى، يسمى أمة الإثم، رموز الوطن، نفاقاً للحاكم فأنتم واهمون.. ولكننا اخترنا أن ننحاز إلى «أوحش الحلوين» بعد أن أوصلتمونا بمعاونة الأغبياء من مجلسنا العسكرى غير الموقر إلى حافة الهاوية فى الإعادة ما بين مرشحَى رئاسة كلاهما مرّ، فأنتم واهمون يا سادة.
أرجو من السادة المدافعين عن الإخوان، أو من هم منهم تحرى الموضوعية قبل الرد على كلامى.. وأخبرونا متى صدق الإخوان معنا، حين وعدوا بـ100 يوم من الخيبة الملموسة فى كل شارع مصرى، أم بمشاريع نهضة ظنوها -واهمين- تتمثل فى إنشاء المزيد من محال البقالة، كلا يا سادة ليست هكذا تأتى مصرنا العزيزة، التى يأبى قدرها أن تنزل لهذا المستوى، وستتمخض عمن يرفع قدرها قريباً. فشعبنا المتنور رغم ظلام جهل الكثيرين منا «بيفهمها وهى طايرة» ولم يعد يخال عليه ألاعيب الحواة التى تحترفونها، ويوماً بعد يوم يخصم من رصيدكم وأرضيتكم، حتى تستيقظوا فى العراء..
كنت قد نويت أن أوجه هذا الخطاب إلى رئيس الجمهورية، ولكن الخلط الواضح وغير المفصول من جانبكم ما بين الرئيس و«الجماعة»، جعلنى أختار أن أخاطبكم كجماعة، ما دام الرئيس الثورى لم ينزع نفسه منكم فلم أفعل أنا؟!.
أخبار متعلقة:
مبدعون.. ملحق أسبوعى لإبداعات الوطن
صرخة الدلع المقدس
النظارة السوداء
ديمقراطية الفقراء
فرض عين
رسالة إلى جماعة الإخوان
«ميلوفرينيا»: شباب النور حاولوا إقناعنا بالتراجع عن «أولاد حارتنا».. والقائم بدور الجبلاوى «اختفى» يوم العرض
التطهير قبل التطوير
مش من زمان أوى
عنكبوت
خمس دقائق
قلم حبر
يا قَلْبُ مَهْلا