يحظى د. أسامة الأزهري بمحبة غامرة في نفوس المصريين، ظهرت تجلياتها فور إعلان توليه مقاليد وزارة الأوقاف، خلفًا للدكتور محمد مختار جمعة، اصطفوا على جنبات السوشيال ميديا، ورحبوا بتوليه بالورود والهتافات، منتظرين منه الكثير في جوانب الدعوة الوسطية وتعزيز الوعي الوطني.
جائت تكليفات الرئيس عبد الفتاح السيسي للدكتور مصطفي مدبولي في حكومته الثانية واضحة، أهداف محددة لتلك الحكومة شملت وضع ملف بناء الإنسان المصري على رأس قائمة الأولويات، وتطوير ملفات الثقافة والوعي الوطني، والخطاب الديني المعتدل، على النحو الذي يرسخ مفاهيم المواطنة والسلام المجتمعي.
تساؤلات كثيرة دارت في الأوساط بعد خروج تلك التكليفات، وماهية وزير الأوقاف الجديد الذي سيقوم بتلك المهمة؟، فتكليف الرئيس السيسي يدعو لشخصية قادرة علي تطوير الخطاب الديني ليكون الخطاب المعتدل الذي يتحلي بالفضائل، خطاب يسعى لتحقيق الأمن الإنساني، لا يدعو للفوضى أو إرهاب الآمنين، بل يسعي لنشر السلام والأمن في ربوع المجتمع، خطاب نهضوي يهدف إلى بناء الإنسان وتطوير حياته نحو الأفضل بما يحقق الغاية من خلقه في الأرض وخلافة الله له فيها. أسماء عديدة تم تداولها، وأصوات عديدة كانت تميل لوجود مجدد أزهري ذي رؤية وسطية ثاقبة ليكون قادر علي تلك المهمة، فجاء إختيار د. أسامة الأزهري، ليحظي بمباركة الجميع.
تكليف د. اسامة الأزهري هو بداية لمرحلة جديدة في الدعوة تشمل بناء الوعى الدينى والوطنى، والعمل مع سائر المؤسسات الوطنية لبناء خطاب ديني وسطي ووطني نابع من عمق المجتمع، من خلال الحوار المجتمعى الموسع بين العلماء والمفكرين والمثقفين والكتاب، بما يحقق الرؤية العصرية ومعالجة قضايا العصر ومستجداته برؤية واقعية مستنيرة. الخطاب الديني المعتدل الذي يدعو له الرئيس السيسي، أمل كبير لتحقيق قيم التآلف والسلام في المجتمع، فخطابنا اليوم يحتاج إلى إعادة تقييم وتقويم، خاصة في فهم ثوابت الدين وفروعه، وتوصيل الرسالة العالمية للإسلام بالشکل الصائب، وإظهار محاسن الرسالة المحمدية السماوية وتوصيلها إلى الناس، خاصة في ظل المتغيرات الدولية المعاصرة، فنحتاج لتطبيق حقيقي للخطاب الديني المعتدل الذي يدعو للوسطية، وتكون مرجعيته القرآن الکريم وصحيح السنة النبوية المطهرة، فلا مکان فيه للغلو، ولا للتفريط، يكون معبراً عن الأمة الاسلامية.
عاصرت مولانا العلامة المحدث د. أسامة الأزهري فترة طويلة كوني مختصاً في الشئون الدينية، فهو خير خلف لخيرسلف، وأزعم أنه سيكون عند حسن ظن العباد والبلاد فيه بالقيام بأمانة خدمة تبليغ كلمة الحق بالحكمة والموعظة الحسنة، ذلك العلم الأزهري الذي تتملذ علي يد أكابر علماء الأزهر الشريف المعمور، وجلس لتلقي العلم علي يد أكابر علماء بلدان المسلمين.
جهود دعوية كبري يقوم بها د. أسامة الأزهري تساهم بشكل كبير في الحفاظ على جوهر الدين ومناهجه وتحميه من التحريف والتلاعب، وتدعم قضايا المسلمين وتتصدي لحملات التشكيك ومواجهة الأفكار التي تثير القلاقل كل فترة. وفقًا لمنهج «الأزهري» فسيعمل علي ضرورة التفكر والتدبر، وإعادة التعامل مع العلوم الشرعية من خلال نظرة كلية أرسى دعائمها علماء الأمة الأجلاء، رفض إلباس الفكر البشرى الناتج عن قراءة النص المقدس ثوب الثابت عين التخلف، راعي مقتضيات الزمن والأحوال في حديثه.
يري أن كل جيل من المسلمين له دور في إيجاد الحلول المناسبة لمشاكل البشرية في عصره ورسم الخرائط التي تقود البشر إلى بر الأمان في جميع مجالات استخلاف الله للإنسان من عبادة لله وعمارة للأرض وتزكية للنفس وأن ذلك لا يكون إلا بالارتباط بالأصل من خلال التعمق في فهم مناهج البحث التي أرسى أصولها سلف الأمة وطرائق تفكيرهم وإدراك الثوابت وتحديد المتغيرات مع معايشة للواقع ومعرفة بالمستجدات.