وزارة الأوقاف تعلن موضوع خطبة الجمعة اليوم.. علاج الحزن والهم
صلاة الجمعة - أرشيفية
نشرت وزارة الأوقاف نص خطبة الجمعة اليوم، بعنوان: «لا تحزن إن الله معنا»، مُوضحة أن الهمومَ والأحزَانَ ضيفانِ ثقيلانِ علي الإنسانِ في دنياهُ، لا يكادانِ يفارقانِه حتي يأذنَ اللهُ لهُ بدخولِ الجنةِ، حيثُ لا همَّ ولا حزنَ ولا غمَّ ولا ألمَ ولا كربَ ولا ضيقَ، فمِن دعاءِ أهلِ الجنةِ، قال تعالي : «وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُور.. الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ»
خطبة الجمعة اليوم
وأوضحت خطبة الجمعة أن الأشقياءَ بكلِّ معنَي الشقاءِ هُم المحرومونَ مِن الإيمانِ ومِن الأعمالِ التي تزيدُ الإيمانَ وتقويهِ، فهُم في تعاسةٍ دائمةٍ وضنكٍ مِن العيشِ لا يُطاقُ، قالَ تعالَي: « وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى».. وبقدرِ إيمانِ العبدِ تكونُ سعادتُهُ، فتستقرُّ نفسُهُ لحسنِ موعودِ اللهِ، ويثبتُ قلبُهُ، ويستريحُ ضميرُهُ مِن مخالفةِ هواه، قالَ تعالَى «مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً».
معية الله في خطبة الجمعة اليوم
وتابعت خطبة الجمعة اليوم،: «مَن كانَ اللهُ معَهُ، فمعَهُ الفئةُ التي لا تُغلبُ، والحارسُ الذي لا ينامُ، والهادِي الذي لا يضلُّ. فمَن كان اللهُ معَهُ فلن يخيبَ سعيُهُ، ولن تضيعَ خُطاهُ، فإنَّ معيةَ اللهِ عامةٌ لكلِّ الخلقِ يكلؤهُم ويدبرُ مصالحَهُم»، قال تعالى: «أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ»، ومعيةٌ خاصةٌ للمؤمنينَ الصادقينَ، قالَ تعالى «إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُون».
وأشارت خطبة الجمعة اليوم إلى أن لنِا النبيُّ ﷺ لقد وصفَ الدواءَ الشافِي للهمومِ والأحزَانِ ومِن ذلكَ الرضَا والتسليمُ لقضاءِ اللهِ وقدرِهِ: عَنْ صُهَيْبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ» (صحيح مسلم).
القناعةُ بمَا قسمَهُ اللهُ: ومعناهُ: قبولُ الحظِّ المقسومِ للإنسانِ مِن الرزقِ والمالِ والأولادِ والقوةِ والصحةِ والمتاعِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «لَيْسَ الغِنَى عَنْ كَثْرَةِ العَرَضِ، وَلَكِنَّ الغِنَى غِنَى النَّفْسِ»(صحيح البخاري).
الإحسانُ إلي الخلقِ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَاللهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ، وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا، سَهَّلَ اللهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ، وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ، لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ».(صحيح مسلم).