محمد رمضان يكتب: محاولة اغتيال ترامب.. وخلل الأمن الأمريكي
محمد رمضان
«السلاح في الولايات المتحدة يُباع على الأرصفة»، هذا هو الوصف الدقيق لما يحدث داخل «أقوى دولة في العالم»، وهذا ما تجسَّد في محاولة اغتيال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، خلال مؤتمر انتخابي له في إطار مساعيه للوصول مجددا إلى البيت الأبيض.
بندقية AR- 15 كانت السلاح الذي استخدمه الشاب البالغ 20 عاما، توماس ماثيو كروكس، في محاولة اغتيال ترامب، حيث اشترى والد المتهم السلاح قبل 6 أشهر، وتسعى جهات التحقيق لمعرفة كيفية حصول الابن، الذي قتله رجال الأمن في العملية، على السلاح، إذ كشفت والدته أيضا أنه كان يعاني من مشكلات عقلية ويتعرض للتنمر، وهو ما يفتح المزيد من التساؤلات حول دوافع جريمته التي أصيب فيها ترامب، وقُتل فيها شخص آخر، قبل أن يلقى المتهم كروكس مصرعه.
بالطبع هذا ليس الظهور الأول للسلاح والعنف والاغتيال ومحاولاته في الشارع الأمريكي، وخصوصا مع شخصيات سياسية بارزة بحجم رئيس البلاد، فقد اغتيل الرئيس الأسبق أبراهام لينكولن على يد الممثل الأمريكي جون ويلكس بوث، ومن قبله الرئيس أندرو جاكسون الذي تعرض لمحاولة اغتيال فاشلة أيضا، كما اغتيل الرئيس الـ20 للولايات المتحدة جيمس جارفيلد عام 1881، وكذلك اُغتيل الرئيس الأمريكي الـ25 ويليام مكينلي عام 1901، ثم الاغتيال الأشهر في عام 1963 للرئيس جون كينيدي على يد جندي أمريكي سابق يدعى «لي هارفي أوزوالد»، ثم محاولة اغتيال الرئيس الأسبق رونالد ريجان في عام 1981 حيث أصابه الرصاص في صدره ولكنه نجا من الموت، مثلما نجا دونالد ترامب.
كل هذه الجرائم، ناهيك عن إطلاق النار في الشوارع والقتل الجماعي واغتيال شخصيات بارزة أخرى غير الرئيس الأمريكي، مثل اغتيال الناشط السياسي مارتن لوثر كينج عام 1968، كل هذا يكشف عن عوار كبير في الأمن الأمريكي، وفشل السيطرة على حيازة السلاح في هذا البلد، وأن هناك تضاربا كبيرا بين حق حمل السلاح بغرض الدفاع عن النفس وبين انتشار الجريمة والفوضى تحت ستار هذا الحق وهذه الحرية غير المنضبطة.
المحاولات التشريعية والرسمية التي خاضها الكونجرس والحكومة الأمريكية يبدو أنها غير جادة وغير فعالة للسيطرة على 400 مليون قطعة سلاح منتشرة في المجتمع الأمريكي، وهو ما يجعل هذا البلد «أمة مسلحة»، فضلا عن انتشار العصابات مختلفة الأعراق والجنسيات، وعائلات المافيا والجريمة المنظمة، والتي ارتبط بها اسم دونالد ترامب، بحكم عمله في العقارات، حيث جمعته بهذه المنظمات الكثير من الأعمال والصفقات، ويبدو أن تاريخه وتاريخ أمريكا الحافل بالعنف يطارده الآن.