خالد فرج يكتب: الترفيه المسرحي في مهرجان العلمين والسعودية
خالد فرج
المسرح يُشكل جزءاً لا يتجزّأ من ماضينا وحاضرنا، فلا نكلّ ولا نملّ من مشاهدة المسرحيات القديمة أينما عُرضت، بل نُردّد إفيهات أبطالها ونضحك عليها، وكأننا نسمعها لأول مرة، ولنا فى مسرحيات «مدرسة المشاغبين، العيال كبرت، ريا وسكينة، هالة حبيبتى.. إلخ» خير دليل ومثال، ولكن لم يعد المسرح المصرى بكامل قوته كما كان فى السابق، وذلك انطلاقاً من ضعف الإمكانيات وعزوف النجوم عن العمل المسرحى، لرغبتهم فى التفرّغ للسينما والدراما التليفزيونية.
ووسط عتمة الظلام.. انبعث شعاع نور من مصباح أشرف عبدالباقى قبل أعوام فى محاولة منه لإنعاش المسرح بعروض «مسرح مصر»، ولكنه تعرض لانتقادات واسعة من المسرحيين رغم الإقبال الجماهيرى الكبير، حيث اعتبر أهل المسرح أن ما يُقدّم ما هو إلا «اسكتشات» كوميدية ليس أكثر، وبعدها تفرّقت الفرقة واتجه أبطالها إلى السينما، باستثناء أشرف عبدالباقى الذى قرّر افتتاح مطعم قبل أن يتوسّع فى مشروعه ويؤسّس فروعاً له.
ومن باب زيادة الفعاليات والتوسّع فى الأنشطة، فقد قرّرت إدارة مهرجان العلمين إضافة قسم خاص بالترفيه المسرحى فى هذه الدورة، ليتسبّب هذا القرار فى إعادة أشرف عبدالباقى إلى المسرح من جديد، وذلك من بوابة مسرحية «البنك سرقوه» المقرّر عرضها لمدة ٣ ليالٍ بدءاً من ٢٢ أغسطس إلى يوم ٢٤ من الشهر نفسه، ويشارك فى بطولتها كل من كريم محمود عبدالعزيز، أوس أوس، ميرنا جميل، سلوى خطاب، سليمان عيد، مصطفى بسيط، إبرام سمير، ومعهم آخرون.
وهذه المسرحية تُعرض فى إطار بروتوكول التعاون بين الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية وموسم الرياض وهيئة الترفيه برئاسة المستشار ترك آل الشيخ، حيث ينص هذا البروتوكول على عرض ٤ مسرحيات، برعاية موسم الرياض، وهى «السندباد» لكريم عبدالعزيز، «التليفزيون» لحسن الرداد وإيمى سمير غانم، و«عملوها إزاى» بطولة كريم محمود عبدالعزيز وعائشة بن أحمد، بالإضافة إلى مسرحية «البنك سرقوه»، فيما سترعى «المتحدة» مسرحيتين فى موسم الرياض.
هذا البروتوكول سيكون له أثر إيجابى على الحركة المسرحية، خصوصاً أن الجمهور المصرى كان يتساءل دوماً: «هو إحنا مش هنشوف المسرحيات اللى بتتعرض فى الرياض؟»، وجاء الرد سريعاً من مهرجان العلمين الذى سيتيح الفرصة لمحبى المسرح فى مشاهدة مسرحية «السندباد» مثلاً، التى تم عرضها فى موسمى الرياض وجدة، وحقّقت نجاحاً كبيراً وقت عرضها، ليتقرّر عرضها بمهرجان العلمين لمدة ٣ ليالٍ خلال شهر أغسطس المقبل.
والحقيقة أن المستوى الفنى للمسرحيات التى تُعرض بموسم الرياض مبشّرة للغاية، فقد سبق وشاهدت أعمالاً مسرحية هناك، منها مسرحيتا «هادى فالنتاين» و«ملك والشاطر» للفنان أحمد عز، ولمست تفاعل وانسجام الجمهور السعودى مع العروض وحبهم للفن المصرى الذى سيظل رائداً فى المنطقة العربية مهما كانت التحديات، ولكن طالما أن النبتة مغروسة فى أرض غنية فلا داعى للقلق من نتائج المحصول