هاني عبد السميع يكتب: التحالف الوطني للعمل الأهلي أمل جديد لمستقبل مصر
هاني عبد السميع
في ظل التطورات السياسية والاجتماعية والاقتصادية المتسارعة التي تشهدها مصر خلال الآونة الأخيرة بفضل ما يحدث إقليميًا ودوليًا، تبرز أهمية تعزيز التحالف الوطني كآلية فاعلة لتجميع كافة أطياف المجتمع تحت راية واحدة، فالتحالف الوطني للعمل الأهلي يمثل رؤية استراتيجية طموحة لبناء صرح وطني متكامل قادر على مواجهة التحديات والمخاطر التي تهدد أمن واستقرار الوطن.
ولا تقتصر فكرة التحالف الوطني على الجانب السياسي فحسب، بل تجاوزت ذلك لتشمل كافة المجالات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، فهي تهدف إلى توحيد الرؤى والجهود الوطنية تحت مظلة واحدة، بما يضمن تحقيق التكامل والتناغم بين مختلف مكونات المجتمع المصري.
ومن هذا المنطلق، تبلورت أهمية التحالف الوطني للعمل الأهلي في إرساء دعائم الوحدة الوطنية والتماسك المجتمعي، فمن خلال هذا التحالف تمّ توفير منصة حوارية موسعة تجمع كافة التيارات والأحزاب السياسية والقوى الاجتماعية والفعاليات الشعبية على اختلاف توجهاتهم وانتماءاتهم، وهذا من شأنه تعزيز الحوار البناء وإذابة الخلافات والتناقضات، والمساعدة على صياغة رؤية وطنية موحدة لمواجهة التحديات التي تواجه الوطن.
وبما أنني شاهد عيان على بدء تطبيق الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان التي تتضمن المحاور الرئيسية للمفهوم الشامل لحقوق الإنسان في الدولة بعد إعلان الرئيس السيسي عام 2022 عامًا للمجتمع المدني، وانطلاق التحالف في مارس 2022، فأستطيع التأكّيد أن التحالف الوطني لعب دورًا محوريًا في ترسيخ مبادئ المواطنة والعدالة الاجتماعية والمساواة بين جميع أبناء الشعب، فمن خلال هذا التحالف تم إشراك كافة الفئات والمكونات المجتمعية في صنع القرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي، بما يضمن تكافؤ الفرص وعدم الإقصاء أو التهميش لأي جهة.
ثمرة إصلاح منظومة العمل المدني والأهلي في مصر هو أقل ما يُقال على ميلاد كيان وطني يحمل اسم التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، كيان انبثق من إيمان راسخ بأهمية العمل الأهلي كشريك أساسي للحكومة في مسيرة التنمية الشاملة، كيان استهدف توحيد الجهود وتنسيق العمل بين مختلف الجمعيات والمؤسسات الأهلية، لتعظيم أثرها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، كيان قتل العشوائية في دور المجتمع المدني بمصر بعد أن أضرت الوطن بسلبياتها لسنوات طويلة، كيان رسم خريطة جديدة لتنمية المجتمع وتحسين الأوضاع الاقتصادية للمواطنين، من خلال التكامل مع مؤسسات الدولة في دفع عجلة البناء المجتمعي، كيان أعاد صياغة واقع المجتمع المدني بشكل واقعي ينظر للمستقبل.
وعلى الرغم من حداثة تأسيس التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، إلا أنه حقق إنجازات ملموسة على أرض الواقع، رآها الجميع بعينه من خلال تنفيذ مبادرة كتف في كتف، ومبادرة حياة كريمة، وغيرها من المبادرات التي ساهمت في تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين في القرى الأكثر احتياجًا، بجانب امتداد سواعد التحالف إلى خارج الأراضي المصرية لدعم الأشقاء في الدول الشقيقة، وهو ما يجعل المصريين جمعيًا في حالة من العزة والفخر أننا نمتلك نموذجًا فريدًا للتعاون الأهلي والشراكة المجتمعية بين مختلف مكونات المجتمع المدني في مصر، بتجرد تام التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي هو رافعة جديدة للتنمية ساهمت ولا تزال في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتحسين حياة المصريين ويعد سند حقيقي لجميع الأشقاء.
هاني عبد السميع أمين عام حزب «المصريين» بالبحر الأحمر