المهندس أحمد عثمان يكتب: «حياة كريمة» وبناء الإنسان.. مبادرة تنموية عملاقة
المهندس أحمد عثمان
شهدت الدولة المصرية على مدار السنوات العشرة الماضية إنجازات كبيرة في مختلف المجالات منذ أن تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكم، بعد أن عاد الاستقرار والأمن والأمان إلى البلاد بعد سقوط حكم جماعة الإخوان الإرهابية وما شهدته البلاد من فوضى وانهيار اقتصادي، ثم بدأت الدولة مرحلة جديدة في عهد الرئيس السيسي بتثبيت أركان الدولة المصرية وتحقيق الاستقرار ثم اتخاذ خطوات وإجراءات الإصلاح الاقتصادي، وشرعت في إقامة مشروعات تنموية وقومية عملاقة لتحقيق التنمية المستدامة.
الجهود التي تبذلها الدولة خلال العشر سنوات الماضية صاحبها إطلاق العديد من المبادرات الرئاسية المهمة جدا، ولعل أهمها وأبرزها المشروع القومي لتطوير الريف المصري الذي يطلق عليه مبادرة حياة كريمة؛ فهي أكبر مبادرة تنموية في تاريخ مصر والمنطقة عموما، مبادرة غير مسبوقة تندرج تحت جهود الدولة للاستثمار في البشر وبناء الإنسان المصري وتوفير مقومات الحياة الأساسية له وتعزيز حقوق الإنسان في الصحة والمسكن والحياة الآدمية الكريمة؛ فضلاً عن الاستثمار في البنية التحتية وتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين في القرى المصرية، فهي مبادرة عملاقة تستهدف خدمة نحو 60 مليون مواطن في الريف المصري في أكثر من 4 آلاف قرية على مستوى الجمهورية، بتكلفة مقدرة تقترب من التريليون جنيه.
إنها مبادرة تاريخية وعملاقة بكل المقاييس، وفور الانتهاء منها بكل مراحلها ستكون إنجازا تاريخيا سيسجل بأحرف من نور في تاريخ مصر المحروسة، فمبادرة «حياة كريمة» تستهدف تحسين جودة الحياة في الريف المصري من خلال تطوير البنية التحتية والخدمات الأساسية.
وهي مبادرة وطنية أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي في عام 2019، بهدف تحسين مستوى المعيشة وتوفير حياة كريمة للمواطنين في المناطق الريفية والمهمشة في مصر ودعم الفئات الأكثر احتياجا والأولى بالرعاية، وتهدف إلى تطوير البنية التحتية، وتحسين الخدمات الصحية والتعليمية، وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في هذه المناطق.
إن المبادرة تشمل عدة محاور رئيسية منها محور تطوير البنية التحتية، ويتضمن تحسين وتطوير وإنشاء شبكات المياه ومحطات الصرف الصحي، والغاز الطبيعي، وتطوير الطرق والكباري، وإنشاء مشروعات الإسكان الاجتماعي، وكذلك تشمل تحسين الخدمات الصحية، حيث بناء وتطوير مستشفيات ووحدات صحية، وتوفير الخدمات الطبية المتنقلة، وتطوير المستشفيات القائمة، ما يسهم في تحسين الرعاية الصحية والوقاية من الأمراض، فضلاً عن تعزيز التعليم من خلال بناء وتجهيز المدارس وتوفير وسائل التعليم الحديثة، وتحسين جودة التعليم في المناطق الريفية، والمساهمة في حل مشكلة كثافة الفصول الدراسية.
المبادرة أيضا تساهم في تحقيق التنمية الاقتصادية، ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتوفير فرص عمل جديدة للشباب، وتعزيز المشروعات الزراعية والصناعية، وتوفير فرص عمل للمرأة المعيلة وتحويل القرى إلى قرى منتجة، فضلاً عن توفير خدمات الانترنت والتكنولوجيا والاتصالات وإقامة مجمعات خدمية وغيرها.
وتعد مبادرة «حياة كريمة» خطوة مهمة نحو تحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة في مصر، حيث تسعى إلى رفع مستوى معيشة المواطنين وتحقيق التنمية الشاملة في كل المحافظات، إن تنفيذ هذه المبادرة يتطلب تعاون جميع الجهات الحكومية والمؤسسات المجتمعية لضمان تحقيق الأهداف المرجوة وتوفير حياة كريمة لجميع المواطنين، وهو ما نراه حاليا من تعاون مختلف الجهات والمؤسسات في الدولة لإنجاح هذه المبادرة وتنفيذ مشروعاتها.
بكل تأكيد مشروع تطوير الريف المصري يُعتبر من المشاريع التنموية الكبرى التي تهدف إلى تحسين جودة الحياة في القرى، ويركز المشروع على تعزيز دور المرأة والشباب في المجتمع من خلال توفير فرص تدريبية وتعليمية، ودعم مشروعات تمكين المرأة، مما يسهم في زيادة المشاركة الاقتصادية والاجتماعية.
ختاما.. مبادرة حياة كريمة تهدف إلى تحقيق نقلة نوعية في حياة المواطنين في المناطق الريفية من خلال تحسين الخدمات الأساسية وتعزيز التنمية الشاملة، ما يسهم في تحقيق العدالة الاجتماعية والاستقرار الاقتصادي في مصر.. وهنا أتوجه بخالص الشكر والتقدير والتحية إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، على هذه المبادرة العظيمة وما يتحقق من إنجازات في مصر، على الرغم من مواجهة تحديات ضخمة خارجية وداخلية.